تزوّجتُ في أوائل ذي القعدة سنة ١٣٥١ هـ
، وبعد أنْ مضى اُسبوع من أيّام الزواج أصابني زكامٌ صاحبته حُمَّى ، وباشرني
أطبّاء النّجف فلم انتفع بذلك ، والمرض يتزايد ، ومن جملة الأطبّاء الطبيب المركزي
(محمّد زكي أباظة).
وفي أول جمادى الأوّل من سنّة ١٣٥٣ هـ
خرجت إلى الكوفة وبقيت إلى رجب ، فلم تنقطع الحمَّى ، وقد استولى الضعف على بدني
حتّى لم أقدر على القيام ، ثُمّ رجعت إلى النّجف وبقيت إلى ذي القعدة من هذه
السّنة بلا مراجعة طبيب ؛ لعجزهم عن العلاج.
وفي ذي الحجّة من هذه السّنة اجتمع
الطبيب المركزي المذكور مع الدكتور محمّد تقي جهان ، وطبيبين آخرين جاؤوا من بغداد
وفحصوني ، فاتّفقوا على عدم نفع كُلّ دواء ، وحكموا بالموت إلى شهر.
وفي محرّم من سنة ١٣٥٤ هـ خرج والدي إلى
قرية القاسم ابن الإمام الكاظم عليهالسلام
للقراءة في المآتم التي تُقام لسيّد الشُّهداء عليهالسلام
، وكانت والدتي تُمرّضني ، ودأبها البكاء ليلاً ونهاراً.
وفي الليلة السّابعة من هذه السّنة رأيت
في النّوم رجلاً مهيباً ، وسيماً جميلاً ، أشبه النّاس بالسيّد الطاهر الزكي (السيّد
مهدي الرَّشتي) ، فسألني عن والدي ، فأخبرته بخروجه إلى القاسم ، فقال : إذاً مَن
يقرأ في عادتنا يوم الخميس؟ وكانت الليلة ليلة خميس ، ثُمّ قال : إذاً أنت تقرأ.
ثُمّ خرج وعاد إليّ ، وقال : إنّ ولدي
السيّد سعيد
مضى
__________________