القربة. فيا أبعد اللّه سهماً أسال ماءها! ولم يكن (سعد العشيرة) طالباً للحياة بعده لو لم يأته العمود الطائش ، ألا لعنة اللّه على الظالمين.
ومن أجل مجيئه بالماء إلى عيال أخيه وصحبه عليهمالسلام في الأيّام العشرة ؛ سُمّي (السّقّا). نصّ عليه أبو الحسن في المُجدي ، والداودي في عمدة الطالب ، وابن إدريس في مزار السّرائر ، وأبو الحسن الديار البكري في تاريخ الخميس ج ٢ ص ٣١٧ ، والنّويري في نهاية الأرب ج ٢ ص ٣٤١ ، والشبلنجي في نور الأبصار ص ٩٣ ، والعلاّمة الحُجّة محمّد باقر القايني في الكبريت الأحمر ج ٢ ص ٣٤ (١).
ولصاحب هذا اللّقب فيوضاتٌ على الاُمّة لا تُحدُّ ، وبركاتٌ لا تُحصَر.
هو البَحرُ مِن أيِّ النّواحِي أتَيتَهُ |
|
فِلجَّتُهُ المَعرُوفِ والجُودِ سَاحِلهْ |
ومن ذلك ما ذكره العلاّمة السّند السيّد محمّد ابن آية اللّه السيّد مهدي القزويني قدسسره في كتاب (طروس الإنشاء) ، قال :
في سنة ١٣٠٦ هـ انقطع نهر الحُسينيّة ، وعاد أهل كربلاء يقاسون شحّة الماء وكضّة الظمأ ، فأمرت الحكومة العثمانيّة بحفر نهر في أراضي السيّد النّقيب السيّد سلمان ، فمنع النّقيب ذلك ، واتّفق أنْ زرتُ كربلاء ، فطلب أهلُها أنْ أكتُبَ إلى النّقيب ، فكتبتُ إليه ما يُشجيه ، وعلى حالهم يُبكيه :
__________________
(١) عمدة الطالب لابن عنبة / ٣٥٦ ، مقاتل الطالبيين / ٥٥ ، الأنوار العلويّة للنقدي / ٤٤١ ، السّرائر ١ / ٦٥٦.