قائل نصف النّهار ، فضربه بسيفه حتّى برد (١).
نعم ، في رواية الصدوق أنّ القاسم يسأل أباه عمّا يفعله الفرس بالرأس ، فيقول : قلتُ لأبي : لو أنّه رفع الرأس ... إلى آخره.
وهو يدلّ على حياة الأصبغ ذلك اليوم ، وعليه فلَم يعرف الوجه في تأخّره عن حضور المشهد الكريم ، مع مقامه العالي في التشيّع ، وإخلاصه في الموالاة لأمير المؤمنين وولده المعصومين عليهمالسلام! ومشاهدتُه هذا الفعل من الطاغي يدلّ على عدم حبسه عند ابن زياد كباقي الشيعة الخُلّص ، ولا مخرج عنه إلاّ بالوفاة قبل تلك الفاجعة العظمى ، كما هو الظاهر ممّا ذكره أصحابنا عند ترجمته ؛ من الثناء عليه ، والمبالغة في مدحه ، وعدم الغمز فيه.
فتلك الجملة : (قلت لأبي). لا يُعرف من أين جاءت ، ولا غرابة في زيادتها بعد طعن أهل السُّنّة فيه كما في اللآلئ المصنوعة ج ١ ص ٢١٣ ؛ فإنّه بعد أنْ ذكر حديث الأصبغ بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري ، أنّهم اُمروا بقتال النّاكثين والقاسطين والمارقين مع علي عليهالسلام ، قال : لا يصحّ الحديث ؛ لأنّ الأصبغ متروك ، لا يساوي فلساً (٢).
وفيه ص ١٩٥ ، ذكر عن ابن عباس حديثَ الرُّكبان يوم القيامة ؛ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وصالح ، وحمزة وعلي عليهمالسلام ، قال : رجال الحديث بين مجهول ،
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ / ٣٣٥.
(٢) اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي ١ / ٣٧٤ ، ونصّ العبارة : لا يصحُّ ، وأصبغ متروكٌ لا يساوي فلساً.