، و (مقتل حجر بنعدي)
، و (مقتل عبد الله بن الزبير) وهذا النوع من الكتابة يعتبر في رأينا إحدى الحلقات
التمهيديّة التي مرّت بها كتابة التأريخ عند المسلمين ، تُضاف إلى الحلقات الأخرى
؛ تدوين الحديث ، ونشوء فئة من المحدّثين والأخباريين (أصحاب الأخبار) ، وكُتّاب
السيرة النبويّة
ـ هذه الحلقات التي أدّت في النهاية إلى كتابة التأريخ الإسلامي وفقاً لمنهج «الحوليّات»
عند محمد بن جرير الطبري وغيره.
٢ ـ المنهج الجمالي التأريخي ـ وكُتّاب
هذا المنهج يسلّطون الأضواء على الفضائل أو الرذائل الشخصيّة لأطراف الصراع ، فيفيضون
في الحديث عن ما يتمتّع به طرفا الصراع من نبل أو خسّة ، ويقدّم التأريخ الشخصي
للشخصيّات شواهد جمّة على هذه المسلكية الأخلاقية ، ويتوسّعون في الحديث عمّا
يُميّز أحداث الثورة من رفعة في ميزان الأخلاق لدى فريق ، أو إسفاف وحقارة في سلّم
القيم لدى الفريق الآخر ، هذا مع عناية بارزة بسرد أو تحليل الأصول الشخصيّة
للخلاف العائلي بين الهاشميين والاُمويِّين في الجاهليّة وفي صدر الإسلام.
وإذا كان المنهج الأول استمراراً للمنهج
القديم لكتّاب (المقتل) فإنّ هذا المنهج الثاني يُمثّل جانب الحداثة ـ كما يفهمها
بعض المؤرّخين وكتّاب السيرة المحدّثين ـ وهو منهج يستفيد كثيراً من الأساليب التي
حفلت بها الثقافة الأوربية في هذا الحقل ؛ إنّ من حيث التخطيط والأسلوب والزوايا
التي ينظر منها الباحث إلى موضعه ، أو من حيث الانتفاع بما يوفّره علم
__________________