قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام

الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام

الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام

تحمیل

الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام

74/527
*

وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة الحديث الذي معناه أنّ علياً عليه‌السلام خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأسخطه ، فخطب على المنبر وقال : لاها الله ، لا تجتمع ابنة ولي الله وابنة عدو الله أبي جهل ؛ إنَّ فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما يؤذيها ، فإن كان علي يريد ابنة أبي جهل فليفارق ابنتي وليفعل ما يريد. (أو كلاماً هذا معناه) (١).

قال ابن أبي الحديد : هذا الحديث مخرَّج في صحيحي مسلم والبخاري عن المسور بن مخرمة الزهري.

ولشياع هذا الخبر وانتشاره ذكره مروان بن أبي حفصة (٢) في قصيدة يمدح بها الرشيد

__________________

عن الداودي أنّ المراد بهذا النفي مَنْ لم يسلم منهم ، أي فهو من إطلاق الكلّ وإرادة البعض ، والمنفي على هذا المجموع لا الجميع. وقال الخطّابي : الولاية المنفية ولاية القرب والاختصاص لا ولاية الدين ، ورجّح ابن التين الأول وهو الراجح ، فإنّ من جملة آل أبي طالب علياً وجعفر ، وهما من أخصّ الناس بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما لهما من السابقة والقدم في الإسلام ونصر الدين ، وقد استشكل بعض الناس صحة هذا الحديث لما نسب إلى بعض رواته من النصب ، وهو الانحراف عن علي وآل بيته. قال ابن حجر : أمّا قيس بن أبي حازم فقال يعقوب بن شيبة : تكلّم أصحابنا في قيس ، فمنهم مَنْ رفع قدره وعظّمه ، وجعل الحديث عنه من أصح الأسانيد حتّى قال بن معين : هو أوثق من الزهري ، ومنهم مَنْ حمل عليه ، وقال : له أحاديث مناكير ، وأجاب مَنْ أطراه بأنّها غرائب وأفراده لا يقدح فيه ، ومنهم مَنْ حمل عليه في مذهبه وقال : كان يحمل على علي ؛ ولذلك تجنّب الرواية عنه كثير من قدماء الكوفيِّين. وأجاب مَنْ أطراه بأنّه كان يقدّم عثمان على علي فقط. قال ابن حجر : والمعتمد عليه أنّه ثقة ثبت مقبول الرواية ، وهو من كبار التابعين ، سمع من أبي بكر الصديق فمَنْ دونه. وقد روى عنه حديث الباب إسماعيل بن أبي خالد ، وبيان بن بشر ، وهما كوفيان ، ولم ينسبا إلى النصب ، لكن الراوي عن بيان وهو عنبسة بن عبد الواحد ، اُموي قد نسب إلى شيء من النصب ، وأمّا عمرو بن العاص وإن كان بينه وبين علي ما كان ، فحاشاه أن يتهم. وللحديث محمل صحيح لا يستلزم نقصاً في مؤمني آل أبي طالب ، وهو : أنّ المراد بالنفي المجموع كما تقدّم ، ويحتمل أن يكون المراد بآل أبي طالب أبو طالب نفسه ، وهو إطلاق سائغ.

(١) انظر البخاري المختصر ٤ / ١٣٦٤ ، مسلم ٤ / ١٩٠٣.

(٢) مروان بن أبي حفصة ، ولد سنة ١٠٥ هجرية ، شاعر ، كان جدّه أبو حفصة مولى لمروان بن الحكم أعتقه يوم الدار ، أدرك زمناً من العهد العباسي ، فقدم بغداد ومدح المهدي والرشيد. توفّي ببغداد سنة ١٨٢ هجرية.