قال عليهالسلام : «فأخرجه
من رأسك ، فإنه ليس عليك بدنة ، وليس عليك الحج من قابل ؛ أي رجل ركب أمرا بجهالة
، فلا شيء عليه. طف بالبيت اسبوعا ، وصلّ ركعتين عند مقام إبراهيم ، واسع بين
الصفا والمروة ، وقصّر من شعرك ، فإذا كان يوم التروية فاغتسل وأهلّ بالحجّ ،
واصنع كما يصنع الناس» .
فإنه مع تصريحه
بمعذوريّة الجاهل بوجه كلّي وقاعدة مطّردة ، تضمّن صحّة ما فعله قبل لقاء الإمام عليهالسلام من الاغتسال والإحرام والتلبية ونحوها ، مع إخباره أنه
لم يسأل أحدا عن شيء من الأحكام التي أتى بها ؛ ولهذا وقع فيما وقع فيه ، وأمره عليهالسلام أن يصنع كما يصنع الناس من واجب ومستحب ، مع عدم
المعرفة بشيء من ذلك.
قال الفاضل
المحقّق صاحب (الكفاية) في شرحه على (الإرشاد) ـ بعد نقله شطرا من كلام المولى
الأردبيلي ، رفع الله درجتهما ـ ما صورته : (وعندي أن ما ذكره منظور فيه ، مخالف
للقواعد المقررة العدليّة ، وليس المقام محل تفصيل ، [لكن] أقول إجمالا : إن أحد
الجاهلين إن صلّى في الوقت والآخر في غير الوقت فلا يخلو ، إمّا أن يستحقا العقاب
، أو لم يستحقا أصلا ، أو يستحقّ أحدهما دون الآخر.
وعلى الأول :
يثبت المطلوب.
وعلى الثاني :
يلزم خروج الواجب عن كونه واجبا.
وعلى الثالث :
يلزم خلاف العدل ، لاستوائهما في الحركات الاختيارية الموجبة للمدح والذمّ ،
وإنّما حصل مصادفة الوقت وعدمه ، بضرب من الاتفاق
__________________