إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم [ ج ١ ]

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم [ ج ١ ]

المؤلف :محمّد علي التهانوي

الموضوع :اللغة والبلاغة

الناشر :مكتبة لبنان ناشرون

الصفحات :1052

تحمیل

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم [ ج ١ ]

670/1052
*

بتعدّد الطرق ضعفه لكذب راويه أو فسقه انتهى. وفي شرح النخبة وشرحه خبر الواحد بنقل عدل خفيف الضبط متّصل السّند غير معلّل ولا شاذا هو الحسن لذاته أي لا بشيء خارج والحسن بشيء خارج ويسمّى بالحسن لغيره هو الذي يكون حسنه بسبب الاعتضاد نحو حديث الراوي المستور إذا تعدّدت طرقه ، وكذا كلّ ما كان ضعفه بسوء حفظ راويه كعاصم بن عبد الله العدوي (١) فإنه مع صدقه كان مسيء الحفظ كثير الوهم فاحش الخطأ بحيث ضعفه الأئمة ، فإذا توبع ارتقى حديثه إلى الحسن. والمراد بخفيف الضبط في تعريف الحسن لذاته أن يكون الراوي متأخرا عن درجة الحافظ الضابط تأخرا يسيرا غير فاحش ، لم يبلغ إلى مرتبة الراوي الضعيف الفاحش الخطأ. وفوائد القيود تعلم في لفظ الصحة. والحسن لذاته مشارك للصحيح في الاحتجاج به ولذا أدرجه طائفة منهم في الصحيح وإن كان دونه في القوة انتهى. وظاهر هذا يدلّ على أنّ إطلاق الحسن على الحسن لذاته والحسن لا لذاته بطريق الاشتراك اللفظي.

فائدة :

لو قيل هذا حديث حسن الإسناد أو صحيحه فهو دون قولهم حديث صحيح أو حديث حسن لأنه قد يصحّ ويحسن الإسناد لاتصاله وثقة رواته وضبطهم دون المتن ، لشذوذ أو علّة ، وأمّا قولهم حسن صحيح فللتردد الحاصل من المجتهد في الناقل أي حسن عند قوم باعتبار وصفه صحيح عند قوم باعتبار وضعه. فهذا دون ما قيل فيه صحيح فقط لعدم التردد هناك. وهذا حيث يحصل من الناقل التفرّد بتلك الرواية بأن لا يكون الحديث ذا سندين ، وإن لم يحصل التفرّد فباعتبار إسنادين أحدهما صحيح والآخر حسن ، فهو فوق ما قيل فيه صحيح فقط ، إذا كان فردا لأنّ كثرة الطرق تقوي.

حسن الابتداء : [في الانكليزية] Exordium ، introduction ، peroration ـ [في الفرنسية] Exorde peroraison

والتخلّص والانتهاء. قال أهل البيان ينبغي للمتكلّم شاعرا كان أو كاتبا أن يتأنّق في ثلاثة مواضع من كلامه حتى يكون أعذب لفظا وأحسن سبكا وأصح معنى. أحدها الابتداء لأنّه أول ما يقرع السّمع ، فإن كان محررا أقبل السامع على الكلام وإلاّ أعرض عنه. ولو كان الباقي في نهاية الحسن فينبغي أن يؤتى فيه بأعذب اللفظ وأجزله وأحسنه نظاما وسبكا وأصحه معنى ، ويسمّى حسن الابتداء وأحسنه ما ناسب المقصود ويسمّى براعة الاستهلال. وثانيها التخلّص وهو الانتقال مما افتتح به الكلام إلى المقصود مع رعاية المناسبة. وأحسنه أن يكون الانتقال على وجه سهل يختلسه اختلاسا دقيق المعنى ، بحيث لا يشعر السّامع بالانتقال من المعنى الأول إلاّ وقد وقع الثاني لشدّة الالتئام بينهما ويجيء في محله. وثالثها الانتهاء فيجب أن يختم كلامه شعرا كان أو خطبة أو رسالة بأحسن خاتمة حتى لا يبقى معه للنفس تشوق إلى ما يذكر بعد. وقد قلّت عناية المتقدمين بهذا النوع. والمتأخرون يجهدون في رعايته ويسمّونه حسن المقطع [وبراعة المقطع] (٢) ، وجميع فواتح السور وخواتمها على أحسن الوجوه وأكملها كما يشهد به التأمّل الصادق ، هكذا في المطول والإتقان.

__________________

(١) هو عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي. محدّث ، روى عنه الكثير ، لكنه ضعيف. تهذيب الكمال ١٣ / ٥٠٠ ، طبقات ابن سعد ٩ / ١٨٦ ، الكامل ٢ / ٢٨٦ ، تاريخ الاسلام ٥ / ٢٦٣ ، ميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٤٠٥٦.

(٢) [وبراعة المقطع] (م ، ع).