القطع بأنّ آحاده ليست مسمياتها ، وإنّما مسمياتها العشرات ، فإذا قصر العشرة مثلا على خمسة بالاستثناء عنه قيل قد خصّص ، وكذلك المسلمون للمعهودين نحو : جاءني مسلمون فأكرمت المسلمين إلاّ زيدا فإنّهم يسمّون المسلمين عامّا والاستثناء عنه تخصيصا له.
اعلم أنّ التخصيص كما يطلق على القول كما عرفت كذلك قد يطلق تجوّزا على الفعل وكذلك النسخ ، صرّح بذلك في العضدي في مباحث السنة.
تقسيم
التخصيص بالمعنى الأول :
قالوا المخصّص ينقسم إلى متّصل ومنفصل لأنّه إمّا أن لا يستقل بنفسه أو يستقل ، والأول المتصل والثاني المنفصل. والمخصّص المتصل خمسة : الاستثناء والشرط والصفة والغاية وبدل البعض نحو جاءني القوم أكثرهم. والمنفصل إمّا كلام أو غيره كالعقل نحو خالق كل شيء ، فإنّ العقل هو المخصّص للشيء بما سوى الله تعالى ، وتخصيص الصبي والمجنون من خطابات الشرع من هذا القبيل ، وكالحسّ نحو أوتيت من كل شيء ، وكالعادة نحو لا نأكل رأسا فإنه يقع على ما يتعارف أكله مشويا ، وكالتشكيك نحو كل مملوك لي حرّ لا يقع على المكاتب ؛ فهذا أي التخصيص بالمستقل تخصيص اتفاقا بين الحنفية والشافعية والمالكية ، بخلاف التخصيص بغير المستقل فإنه مختلف فيه كما عرفت. هذا كلّه هو المستفاد من كشف البزدوي والتلويح والعضدي وحاشية التفتازاني.
تخصيص العلّة : [في الانكليزية] Designation of the cause ، to quash a sentence ـ [في الفرنسية] Designation de la cause ، caation d\'un jugement
عند الأصوليين هو أن يقول المجتهد : كانت علّتي صفة مؤثرة ، لكن تخلّف الحكم عنها بمانع ، كذا في نور الأنوار شرح المنار ويجيء في لفظ النقض أيضا.
التخفيف : [في الانكليزية] Lightening ـ [في الفرنسية] Allegement
هو ضد التشديد ومنه أنّ المخففة والنون الخفيفة. وقد يطلق على إسكان الحرف أيضا كما في فتح الباري. وقد مرّ في لفظ التثقيل أيضا. وتخفيف الهمزة عند الصرفيين يطلق على تغيير الهمزة بالقلب أو الحذف أو الإسكان كما ورد في لفظ الإعلال. والهمزة المخففة تسمّى همزة بين بين كما في الصراح ويجيء في لفظ التسهيل.
التّخلخل : [في الانكليزية] Thickening ، rarefaction ـ [في الفرنسية] Epaiiement ، rarefaction
عند الحكماء يطلق على معان وكذا التكاثف الذي يقابله تقابل التضاد. منها ازدياد حجم الجسم من غير أن ينضمّ إليه جسم آخر ، وهو التخلخل الحقيقي ، ويقابله التكاثف الحقيقي وهو انتقاص حجم الجسم من غير أن ينفصل عنه شيء من أجزائه أو من جسم غريب كما في الاندماج وهما حينئذ من أنواع الحركة في الكمّ. فبقيد الزيادة في حدّ التخلخل خرج التكاثف والذبول والهزال والانتقاص الصناعي ورفع الورم لأنّ الكلّ انتقاص. وبقيد من غير أن ينضم إليه خرج النموّ والسّمن والانتفاش. وأيضا في الانتفاش تباعد الأجزاء لا ازدياد حجم الجسم فتأمّل. وفيه بحث وهو أنّ كلّ واحد من الورم والأجزاء الزائدة الصناعية إمّا أن يكون بانضمام الغير أو لا. فعلى الأوّل يختلّ حدّ السّمن ، وعلى الثاني يختلّ حدّ التخلخل. ويمكن الجواب بأن كلّ واحد منها ليس على نسبة طبيعية أصلا بخلاف السّمن والتخلخل فإنهما قد يكونان كذلك فلا اختلال في حدّ أحدهما. وحاصل تعريف التخلخل هو