الرابعة فاخترنا لها النون لأنّها مربية لها في الدرجة الرابعة من الحروف الهوائية. واخترنا د حا التي هي ترابية في الدرجة الثانية زا لأنّها مقوّية لها ، وهي من الحروف المائية في الدّرجة الثانية. ثم اخترنا ثانية النون للميم الثانية وأمّا الدال التي هي ترابية في الدرجة الأولى اخترنا الجيم التي هي مقوية لها في نفس الدرجة من الحروف المائية.
والنوع الرابع : البسط الغريزي : وهو عبارة عن طلب كل من الحروف النارية لحروف هوائية من نفس الدرجة. أو العكس ، بأن تطلب حروف مائية حروفا ترابية في نفس درجتها وبالعكس. مثل الألف فإنّها طالبة للباء ، والجيم طالبة للدال. وقس على هذا باقي الحروف. إذن فالبسط الغريزي لكلمة محمد هو : ن ن ذلك لأنّ ميمه نارية في الدرجة الرابعة ، لذا اخترنا حرف النون التي هي هوائية ، وهكذا أيضا فعلنا بالنسبة للميم الثانية. أمّا حا ودال فهما ترابيان. هذا التعريف قد أورده بعض الأئمة المتقدّمين ، وجاء في نفس الرسالة في مكان آخر.
البسط الغريزي : ج ل ب ا ل ق ل وب هكذا. د ك ا ب ك ر ك هـ ا. والبسط الغريزي معتبر ومهم جدا ، ومتداول لدى أئمة هذا الفن.
النوع الخامس : بسط التّرفّع ، وهو عبارة عن ارتفاع حروف المطلوب وهو على ثلاثة أنواع : عددي وحرفي وطبيعي. أمّا بسط الترفّع العددي : فهو عبارة عن ارتفاع حروف المطلوب من جهة الأعداد التي هي قائمة فيه من الأعداد الأبجدية ، بحيث إذا كان عدد أي واحد منها في درجة الآحاد فإنّها ترفع إلى العشرات ، وإذا كان في العشرات يرفع إلى المئات ، وإذا كان في المئات يرفع إلى الألوف. وعليه فإنّ الترفّع العددي لمحمد هو ت ف ت م الميم التي هي ٤٠ أي في درجة العشرات فرفعها إلى المئات فتصبح ٤٠٠ ، أي معادل حرف ت. ثم الحاء من محمد هي من حروف الآحاد أي ٨ فنرفعها إلى العشرات فتصبح ثمانين وهي التي تعادلها ف ، ثم من الميم الثانية نحصل على التاء أيضا ومن الدال نحصل على حرف م ، لأنّ الدال ٤ آحادية والميم من رتبة العشرات ٤٠. أمّا البسط الترفّعي الحرفي : فهو عبارة عن ارتفاع كلّ واحد من الحروف الأبجدية بالحرف التالي له الذي هو أفضل. فمثلا : من كلمة محمد نأتي بالنون بدلا من الميم لأنّ النون أفضل منها. وهكذا من أجل الحاء نأتي بما بعدها وهو الطاء ، ومن أجل الميم الثانية نأتي بالنون أيضا ، ثم الدال نضع بدلا منها الهاء ، فتكون الحروف الحاصلة على هذا البسط : ن ط ن هـ.
وأمّا بسط الترفّع الطبيعي فهو عبارة عن ارتفاع الحروف بحسب طبيعتها بحيث يبدّلون الحرف الترابي بحرف مائي ، والمائي بحرف هوائي ، والهوائي بناري ، ويبقى الناريّ على حاله بدون تبديل لأنّه أعلى الحروف ، ولا يمكن الارتفاع فوقه. فمثلا : محمد : الميم نارية فنتركها كما هي ونضع بدلا من الحاء الترابية ز ، ثم الميم الثانية على حالها ، ثم نبدّل الدال جيما. فيكون الحاصل إذن حرفين هما : ز. ج.