الرواية بالزيادة والنقص من رجال الإسناد ، فإن أخرج صاحب الصحيح الطريق المزيدة وعلّله الناقد بالطريق الناقصة فهو تعليل مردود ، وإن أخرج صاحب الصحيح الطريق الناقصة وعلّله الناقد بالطريق المزيدة تضمن اعتراضه دعوى انقطاع فيما صححه. ومنه ما يختلف الرواية فيه بتغير بعض الإسناد ، ومنه ما تفرّد بعض الرواة فيه دون من هو أكثر عددا أو ضبطا ممن لم يذكرها. ومنه ما تفرّد به بعضهم ممن ضعّف منهم. ومنه ما حكم فيه بالوهم على بعض الرواة. ومنه ما اختلف فيه بتغير بعض ألفاظ المتن. هكذا يستفاد من بعض حواشي النخبة. وفي الإرشاد الساري (١) توضيح لذلك. والانتقاد عند أهل التّعمية عبارة عن الإشارة إلى بعض الحروف من أجل التصرّف فيها بوجه من الوجوه ، مثل : أوّل ومفتح وروى ورأس ، وأمثال ذلك ومرادهم الحرف الأول. وآخر وأمد والنهاية والذّيل ، وأمثال ذلك ، وإنما قصدهم الحرف الأخير للكلمة. كما يقولون القلب والوسط والمركز والواسطة وأمثال ذلك ، وإنّما مرادهم الحروف الوسطى من الكلمة. مثل كلمة فرد وقد جمعت بكلمة شمس. يقول الشاعر :
إن يلقى الرأس مكان قدمك |
|
أكون رئيس الرؤساء والشمس تاجي |
والمراد : إن توضع السين بعد شم. نحصل على كلمة شمس. ومثال آخر : بنور الله. ال الشاعر :
متى القى قدّك الصبر من الصنوبر |
|
فالأقاحي تضع رأسها في طريقك بشكل متوالي |
والمراد : إذا حذفنا حروف كلمة الصبر من كلمة الصنوبر فيبقى منها نو وكلمة لا له : «زهرة الأقحوان» أمام الطريق وهو «راه» تلقي ثم تجمع مع نو فيحصل معنا نور الله. وهذا العمل من أقسام العمل التسهيلي. كذا في بعض الرسائل لمولانا عبد الرحمن الجامي (٢).
الانتقال : [في الانكليزية] Phase ، transfer ـ [في الفرنسية] Phase ، transfert
هو في علم النجوم عبارة عن تحويل القمر. قالوا تحويلات القمر تسمّى انتقالات.
وفي علم الكلام عبارة عن حصول الشيء في حيّز بعد أن كان في حيّز آخر. وهذا انتقال الجوهر. وأمّا انتقال العرض فهو أن يقوم عرض بعينه بمحل بعد قيامه بمحل آخر ، كذا في شرح المواقف في بحث : العرض لا ينتقل. وفي علم الجدل هو أن ينتقل المستدلّ إلى استدلال غير الذي كان أخذ فيه ، لكون الخصم لم يفهم وجه الدلالة من الأول كما في مناظرة الخليل الجبار لما قال ربي الذي يحيي ويميت ، فقال الجبار أنا أحيي وأميت ، ثم دعى بمن وجب عليه القتل فأعتقه ، ومن لا يجب عليه فقتله فعلم الخليل
__________________
(١) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني المصري (ـ ٩٢٣ هـ) ، فرغ من تأليفه سنة ٩١٦ هـ ، بولاق ، ١٢٧٦ هـ في ١٠ أجزاء. كشف الظنون ٥٥٢. معجم المطبوعات العربية ١٢٨
(٢) وانتقاد نزد أهل تعميه عبارتست از اشاره كردن بعضى از حروفها از براى تصرف كردن در ان بوجهي از وجوه چنانكه اوّل ومفتح وورى وسر وامثال ان گويند وحرف نخستين مراد دارند وآخر وأمد ونهايت ودامن وامثال ان بكريند وحرف آخر كلمه قصد كنند ودل وميانه ومركز وواسطه ومانند ان پويند وحروف وسط كلمه مراد دارند جون فرد باشد چنانكه در معمى باسم شمس.
گر دست دهد به پايت افكندن سر |
|
باشم سر سروران خورشيد افسر |
يعني اگر سين را به پاى شم اندازند شمس حاصل آيد مثال ديگر معمى باسم نور الله.
جو برتابد قدت صبر از صنوبر |
|
پياپى لاله در راهت نهد سر |
يعنى اگر لفظ صبر از صنوبر دور كنند نو باقي ماند ولاله در پاى راه اندازند ومجموع جمع كنند نور الله حاصل آيد واين عمل از اقسام اعمال تسهيلى است كذا في بعض الرسائل لمولانا عبد الرحمن الجامي.