إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم [ ج ١ ]

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم [ ج ١ ]

المؤلف :محمّد علي التهانوي

الموضوع :اللغة والبلاغة

الناشر :مكتبة لبنان ناشرون

الصفحات :1052

تحمیل

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم [ ج ١ ]

128/1052
*

القدير الأدب الخصال الحميدة. والمراد بالأدب في قول الفقهاء كتاب أدب القاضي أي ما ينبغي للقاضي أن يفعله لا ما عليه انتهى. والأولى التعبير بالملكة لأنها الصفة الراسخة للنفس ، فما لم يكن كذلك لا يكون أدبا كما لا يخفى ، كذا في البحر الرائق شرح الكنز (١) في كتاب القضاء.

والفرق بينه وبين التعليم أن التأديب يتعلّق بالمرادات (٢) والتعليم بالشرعيّات ، أي الأول عرفي والثاني شرعي ، والأول دنيوي والثاني ديني ، كما في الكرماني (٣) شرح صحيح البخاري (٤) في باب تعليم الرجل. وفي التلويح في بحث الأمر التأديب قريب من النّدب إلاّ أنّ النّدب لثواب الآخرة والتأديب لتهذيب الأخلاق وإصلاح العادات انتهى.

وقد يطلقه الفقهاء على المندوب في جامع الرموز وما وراء ما ذكر من الفرائض والواجبات في الحجّ سنن تاركها مسيء وآداب تاركها غير مسيء وقد يطلقونه على السّنة في جامع الرموز في بيان العمرة وما سوى ذلك سنن وآداب تاركها مسيء. وفي البزازية (٥) في كتاب الصلاة في الفصل الثاني الأدب ما فعله الشارع مرة وتركه أخرى ، والسنة ما واظب عليه الشارع ، والواجب ما شرع لإكمال الفرض والسنة لإكمال الواجب والأدب لإكمال السنة انتهى كلامه.

وقيل الأدب عند أهل الشرع الورع وعند أهل الحكمة صيانة النفس. وحكي أنّ حاتم الأصم (٦) قدّم رجله اليسرى عند دخوله المسجد فتغيّر لونه وخرج مذعورا وقدّم رجله اليمنى ، فقيل ما ذلك فقال : لو تركت أدبا من آداب الدين خفت أن يسلبني الله جميع ما أعطاني.

وقال حكيم الأدب مجالسة الخلق على بساط الصدق ومطابقة الحقائق. وقال أهل التحقيق الأدب الخروج من صدق الاختيار والتضرّع على بساط الافتقار كذا في خلاصة السلوك (٧). وقيل ليس الأدب في كسب الأعمال التّعبدية ولا السعي في طلب الحق ، بل التواضع إلى حدّ التراب ، وما عدا ذلك فقلّة أدب (٨).

وفي تعريفات الجرجاني الأدب عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ ، وأدب القاضي وهو التزامه لما ندب إليه الشرع من بسط العدل ورفع الظلم وترك الميل انتهى.

وآداب البحث يجيء في ذكر علم المناظرة.

__________________

(١) البحر الرائق شرح كنز الدقائق لزين العابدين بن ابراهيم بن محمد بن نجم المصري الحنفي (ـ ٩٧٠ هـ). القاهرة ، المطبعة العلمية ١٣١١. كشف الظنون ٢ / ١٥١٥.

(٢) بالعادات (ع) ، بالمروءات (م).

(٣) الكرماني هو محمد بن يوسف بن علي بن سعيد ، شمس الدين الكرماني. ولد بكرمان عام ٧١٧ هـ / ١٣١٧ م. وتوفي بالقرب من بغداد عام ٧٨٦ هـ / ١٣٨٤ م. عالم بالحديث له عدة تصانيف. الاعلام ٧ / ٥٣ ، الدرر الكامنة ٤ / ٣١٠ ، بغية الوعاة ١٢٠ ، مفتاح السعادة ١ / ١٧٠.

(٤) مجمع البحرين وجواهر الحبرين في شرح البخاري لتقي الدين يحي بن شمس الدين محمد بن يوسف بن علي البغدادي المعروف بابن الكرماني (ـ ٨٣٣ هـ). هدية العارفين ٢ / ٥٢٧.

(٥) الفتاوي البزازية أو البزازية في الفتاوي وتعرف أيضا بالجامع الوجيز لحافظ محمد بن محمد بن شهاب بن يوسف الكردري الشهير بالبزازي أو بابن البزاز (ـ ٨٢٧ هـ) ، فرغ من تأليفه سنة ٨١٢ ه‍. قازان ١٣٠٨. كشف الظنون ١ / ٢٤٢. معجم المطبوعات ٥٥٥ ـ ٥٥٦.

(٦) هو حاتم بن عنوان ، أبو عبد الرحمن ، المعروف بالأصم. توفي ٢٣٧ هـ / ٨٥١ م. زاهد ، اشتهر بالورع والتقشف وكان يقال له : لقمان هذه الأمة. الاعلام ٢ / ١٥٢ ، اللباب ١ / ٥٧.

(٧) خلاصة السلوك في نيل الرفعة والسموك لحاجي بن سعيد القرشي (ـ ٩٦٧ هـ) ، GALS ,II ، ٠٢٠١.

(٨) ادب نه كسب عبادت نه سعي حق طلبي است. بغير خاك شدن هرچه هست بي ادبي است.