كالسّبب له ، إذ السّبب يتقدّم على صورة العلّة والشّرط يتأخّر عنها ، فالحلّ شرط للإباق ، إذ القيد كان مانعا له ، ولكن تخلّل بينه وبين الإباق فعل فاعل مختار وهو العبد ، وليس هذا الفعل منسوبا إلى الشرط إذ لا يلزم أن يكون كلّ ما يحل القيد أبق البتّة ، وقد تقدّم هذا الحلّ على الإباق فهو في حكم الأسباب. وشرط مجازا أي اسما ومعنى لا حكما وهو أول الشرطين اللذين علّق بهما حكم إذ حكم الشرط أن يضاف [إليه] (١) الوجود وذلك يضاف إلى آخرهما ، فلم يكن الأول شرطا إلاّ اسما لتوقّف الحكم عليه في الجملة ، كقوله لامرأته إن دخلت هذه الدار فهذه الدار فأنت طالق ، فالشرط الأول شرط اسما لا حكما. فلو وجد الشرطان في الملك بأن بقيت منكوحة له عند وجودهما فلا شكّ أنّه ينزل الجزاء وإن لم يوجدا في الملك أو وجد الأول في الملك دون الثاني فلا شكّ أنّه لا ينزل الجزاء. وإن وجد الثاني في الملك دون الأول بأن أبانها الزوج فدخلت الدار الأولى ثم تزوجها فدخلت الدار الثانية ينزل الجزاء فتطلق عندنا ، لأنّ المدار آخر الشرطين ، والملك إنّما يحتاج إليه في وقت التّعليق وفي وقت نزول الجزاء ، وأمّا فيما بين فلا. وعند زفر لا تطلق لأنّه يقيس الشرط الآخر على الأول ، إذ لو كان الأول يوجد في الملك دون الثاني لا تطلق ، فكذا عكسه هذا. وذكر فخر الإسلام قسما خامسا وسمّاه شرطا في معنى العلامة كالإحصان في الزنا ولا شكّ أنّه العلامة نفسها لما أنّ العلامة عندهم من أقسام الشرط ، ولذا سمّى صاحب الهداية الإحصان شرطا محضا بمعنى أنّه علامة ليس فيها معنى العلّية أو السّببية. وقد يقال إنّ الشرط إن لم تعارضه علّة فهو في معنى العلّة وإن عارضه فإن كان سابقا كان في معنى السّبب ، وإن كان مقارنا أو متراخيا فهو الشرط المحض. وإن شئت فارجع إلى التوضيح والتلويح.
اعلم أنّ الظاهر أن إطلاق الشرط على هذه المعاني على سبيل الاشتراك أو الحقيقة والمجاز على قياس ما مرّ في السبب وما يجيء في العلة والله أعلم بحقيقة الحال.
الشّرط : [في الانكليزية] Favourable wind ـ [في الفرنسية] Vent favorable
بالضم ، وترجمتها : الريح المؤاتية ، والعلامة كما في مدار الأفاضل وفي اصطلاح السّالكين : الشرطة عبارة عن النّفس الرحماني ، كما أشار لذلك الرسول صلىاللهعليهوسلم (إنّي وجدت نفس الرحمن من جانب اليمن). كذا في كشف اللغات (٢).
الشّرطي : [في الانكليزية] Conditional ، hypothetical ـ [في الفرنسية] Conditionnel ، hypothetique
قسم من القياس الاقتراني ويجيء في لفظ القياس.
الشّرطية : [في الانكليزية] Conditional ـ [في الفرنسية] Conditionnel
عند النحاة هي الجملة المصدّرة بآداة الشرط فنحو العدد إمّا زوج أو فرد ليس جملة شرطية عندهم ، وقد سبق في لفظ الجملة. فعلى هذا الشرطية هي مجموع الشّرط والجزاء. وقد تطلق الشّرطية على جملة الجزاء وحده فإنّها يصدق عليها أنّها جملة منسوبة إلى الشّرطية ، صرّح بهذا الفاضل الچلپي في حاشية المطول.
وعند المنطقيين هي القضية المركّبة من قضيتين إحداهما محكوم عليها والأخرى محكوم بها ،
__________________
(١) إليه (+ م ، ع).
(٢) بالضم باد موافق وعلامت كما في مدار الأفاضل ودر اصطلاح سالكان شرطه عبارتست از نفس رحماني چنانكه آن حضرت صلىاللهعليهوسلم اشارت كرده.