سيّد المرسلين ورحمة الله للعالمين ؛ حتّى يكونوا من المحارَبين المنبوذين المفصولين ، إلاّ مَنْ والاكم وأطاعكم فهو وحده الصادق الأمين.
ومَنْ تخرّج بكم وتشرّب بآرائكم من الناجحين ، صرتم ترسلونهم إلى بلادهم وكلاء عنكم منذرين ومبشّرين ؛ لتجديد إسلام آبائهم وأقوامهم الضالّين بزعمكم ، وتُغدقون عليهم الرواتب ، وتفتحون لهم المكاتب ، وتفسحون الميادين ، فتقوم القيامة وينشب الخلاف والعداء بينهم وبين العلماء والصلحاء من آبائهم وشيوخهم السابقين ، وكأنّهم قنابل موقوتة عبّأتموها وملأتموها بكلّ سوء ظنّ وحقد دفين ؛ ممّا جعل البلاد الإسلاميّة وخاصّة إفريقيا وآسيا ساحة للمعارك والخلافات بين المسلمين ، بل وصل الأمر هذا إلى البلدان الإسلاميّة التي استقلّت حديثاً من روسياً ، وإلى الأقلّيات والجاليات المسلمة في أوروبا وأمريكا واستراليا وغيرها ، فإلى الله المشتكى.
٣٦ ـ إنّ ما يحصل من مذابح ومجازر ، ومآسٍ تشوّه سمعة الإسلام وتفتك بالمسلمين ، خاصّة كالتي في الجزائر ومصر ، أو التي حدثت في الحرم المكي ، ما هي إلاّ ثمرة خرِّيجيكم وآرائكم ، وقراءة كتبكم ومطبوعاتكم التي بُنيت على التكفير والتشريك ، والتبديع وسوء الظنّ بالمسلمين ..
٣٧ ـ تتّهمون المخالفين لكم من المسلمين بأنّهم جهمية أو معتزلة مارقون ، وأنتم الجهمية ؛ لأنّكم وافقتموهم في بعض آرائهم ، وحقّاً أنتم المعتزلة ؛ لأنّكم شاركتموهم في إنكار الولاية والأولياء والكرامة والكرامات ، وحياة الموتى وتحكيم العقل في المغيّبات من أمور الدين.
وقديماً قيل : رمتني بدائها وانسلَّت ، وقيل :