اللغوية ، ألم يقل أبو بكر : (أيّ سماء تظلّني ، وأيّ أرض تقلّني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم). وقال عمر : (لا عيب على عمر أن يقول لا أعلم).
وقال عمر أيضاً : (كلّ الناس أفقه منك يا عمر حتّى ربّات الحجال) (١). ألا تعجب من إمامٍ أخطأ وامرأة أصابت؟!
ومَنْ قال أنّ أبا بكر أو ابن الخطاب كانا ممّن حفظا كتاب الله؟! فها هي كتب التاريخ والسنن إن كان فيها إلاّ أنّ عمر بن الخطاب حفظ سورة البقرة بعد اثني عشر سنة من نزولها ، فذبح لذلك عجلاً سميناً فرحاً بذلك.
أين ذلك كلّه وسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «أقضاكم علي» ، «أحكمكم علي» ، «أعلمكم علي».
الإمام علي مُلئ إيماناً من مشاشة رأسه إلى أخمص قدميه ، فكان الأنزع البطين الذي بطن العلوم كلّها ، وهو الذي جمع القرآن حفظاً ورواية وتفسيراً حتّى إنّ جميع علوم الإسلام تنتهي إليه بطريق من الطرق ، أو تتعلّق به بسبب من الأسباب.
إنّ إنكار القوم لعلم باب مدينة العلم النبويّة الإلهيّة ، حيث قال النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمَنْ أراد العلم فليأتِ باب المدينة» (٢) لهو إنكار لأوضح الواضحات ، ولكن في الأمر قضية ، ووراء الأكمة ما
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ١ : الآية ١٨٢ ، السيوطي في الدرّ المنثور ٢ ص ١٣٣ ، ابن كثير في تفسيره ١ ص ٣٦٨ ، القرطبي في تفسيره ٥ ص ٩٩.
٢ ـ تاريخ دمشق ـ لابن عساكر ٤٢ ص ٣٨٧ الرقم (٨٩٧٦) ، الحاكم النيسابوري ٣ ص ١٢٦ و ١٢٨ و ٢٢٦ ، ليالي بيشاور ـ لسلطان الواعظين ، ويذكر فيه خمسين مصدراً من مصادر العامّة.