فاضربوا به عرض الحائط».
٤ ـ الرحمن على صورة إنسان :
وهؤلاء تركوا الميزان والحكَم وهو كتاب الله ، وجعلوا المحكوم عليه السُنّة هي الحكَم في عقائدهم ، وتمسّكوا بأحاديث كعب الأحبار ، وعبد الله بن منبه ، وعبد الله بن سلام ، ومقاتل بن سليمان ، وأبي هريرة الدوسي وغيرهم ممّن رويت عنهم تلك الأحاديث التي لم يسمعوها من رسول الله صلىاللهعليهوآله.
كقول أبي هريرة : (إنّ الله خلق آدم على صورته) (١) ، وهذا ترجمة لما جاء في التوراة في السّفر الأوّل : (سنخلق بشراً على صورتنا يشبهها).
وأصل هذا الحديث صحيح إلاّ أنّ أبا هريرة اختصره وأخذ منه ما يوافق أهواءه ، أو ما كان يمليه عليه صاحبه كعب الأحبار ، لكنّ الصحابة صحّحوه له ؛ حيث أنّ النبي صلىاللهعليهوآله مرَّ برجل يضرب رجلاً (عبداً) وهو يقول : (قبّح الله وجهك ، ووجه مَنْ أشبه وجهك).
فقال صلىاللهعليهوآله : «إذا ضرب أحدكم فليتقِ (يتجنب) الوجه ؛ فإنّ الله تعالى خلق آدم على صورته» (٢).
أي أنّ الوجه المضروب على صورة أبيه آدم عليهالسلام ، وليس كما فهمه اُولئك من أنّ ضمير الصورة عائد على الذّات المقدّسة ، سبحانك اللهمّ سبحانك.
__________________
١ ـ صحيح البخاري : الآية ح ٦٢٢٧ ، صحيح مسلم ص ح ٢٨٤١.
٢ ـ صحيح مسلم ص ح ٢٦١٢ ، مسند أحمد ٢ ص ٤٣٤.