جملاً
، وليأخذ كلّ واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي ، وتفرّقوا في سواد هذا الليل وذروني
وهؤلاء القوم ؛ فإنّهم لا يُريدون غيري.
فقال له إخوته وأبناؤه ، وبنو أخيه
وأبناء عبد الله بن جعفر : ولِمَ نفعل ذلك؟! لنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبداً.
بدأهم بهذا القول أخوه العباس ابن أمير المؤمنين واتّبعه الجماعة عليه فتكلموا
بمثله ونحوه.
ثمّ نظر إلى بني عقيل فقال : حسبكم من القتل
بصاحبكم مسلم اذهبوا قد أذنت لكم.
قالوا : سبحان الله! فما يقول النّاس لنا ، وما نقول لهم؟! إنّا تركنا شيخنا
وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ، ولم نرم معهم بسهم ، ولم نطعن معهم برمح ، ولم
نضرِب معهم بسيف ، ولا ندري ما صنعوا! لا والله ما نفعل ذلك ، ولكنّنا نفديك
بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ، ونقاتل معك حتّى نردَ موردك ؛ فقبّح الله العيش بعدك.
وقام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي فقال : أنحن
نخلّي عنك وقد أحاط بك هذا العدّو؟! وبِمَ نعتذر إلى الله في أداء حقّك؟! لا والله
لا يراني الله أبداً وأنا أفعل ذلك حتّى أكسر في صدورهم رمحي ، وأضاربهم بسيفي ما
ثبت قائمه بيدي ، ولو لم يكن معي سلاح اُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ولم اُفارقك
أو أموت معك.
وقام سعيد بن عبد الله الحنفي فقال : لا
والله يابن رسول الله ، لا نخلّيك أبداً حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا فيك وصيّة
رسوله محمّد صلىاللهعليهوآله
، والله لو علمت أنّي اُقتل فيك ثمّ أُحيا ثمّ اُحرق ثمّ اُذرّى يُفعل ذلك بي
سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حِمامي دونَك ، وكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة
واحدة ثمّ أنال الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً؟
وقام زهير بن القين وقال : والله يابن
رسول الله ، لوددت أنّي قُتلت ثمّ