الخيّرين ، الذين يدافعون عن حقّهم في العيش بسلام وأمان.
فهذه القرون تأتي وتذوب قرناً بعد قرن كما تذوب حبّة الملح في المحيط. وهذا الحسين اسمه باق في القلوب وفي الأفكار والضمائر ، فهو أكبر من القرون وأكبر من الزمن لأنّه عاش لله ، وجاهد في سبيله ، وقتل في رضوانه. فهو مع الله والله معه ، ومَنْ كان الله معه فهو باق. وإنّ ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) قد تمخّضت وكشفت عن جانبين مهمّين هما :
١ ـ الجانب العاطفي للثورة :
فهي الثورة الوحيدة في العالم التي لو تسنّى لكلّ فرد مهما كان معتقده وفكرته أن يقرأ مسرحيتها بكلّ أبعادها وتفاصيلها لما تمكّن من أن يملك دمعته وعبرته. وكما هو المعروف الآن في البلاد غير الإسلاميّة كالهند وبعض الدول في أفريقيا حيث يقرأ بعض أبنائها ملحمة واقعة الطفّ في كربلاء ، فإنّهم لا يملكون إلاّ أن يجهشوا بالبكاء ، وقد يؤدّي أحياناً إلى ضرب الصدور لا شعورياً ، لأنّها مأساة أليمة تتصدّع القلوب لهولها ومصابها. وذلك كما