أعضائنا حتّى يكون جدّك بين أيدينا يوم القيامة شفيعاً فلا أفلح قوم ضيّعوا ابن بنت نبيّهم وويل لهم ماذا يلقون به الله وافٍ لهم يوم ينادون بالويل والثبور في نار جهنّم .. (١).
وروى أبو مخنف وغيره أنّ الحسين عليهالسلام في ليلة التاسع من المحرّم أو في يومه ، أمر الحسين بفسطاط فضرب ثمّ أمر بمسك فميث في جفنة عظيمة أو صحفة ، قال : دخل الحسين عليهالسلام ذلك الفسطاط فتطلّى بالنورة ، قال : ومولاي عبدالرحمن بن عبد ربّه وبرير بن حضير الهمداني على باب الفسطاط تحتك مناكبها فازدحهما أيّهما يطلي على أثره ، فجعل برير يهازل عبدالرحمن ، فقال عبدالرحمن : دعنا فوالله ما هذه بساعة باطل [ فقال له برير : والله لقد علم قومي أنّي ما أحببت الباطل شابّاً ولا كهلاً ولكن والله لمستبشر بما نحن لاقون ، والله إنّ بيننا وبين الحور العين (ليس إلّا أن نحمل على هؤلاء ـ المؤلّف) إلّا أن يميل هؤلاء علينا بأسيافهم ولوددت أنّهم قد مالوا بها الساعة .. ] (٢).
وذكر محمّد بن جرير الطبري بسنده عن الضحّاك بن قيس المشرقي (٣) ، قال : فلمّا أمسى حسين وأصحابه قاموا الليل كلّه يصلّون ويستغفرون ويدعون ويتضرّعون. قال : فتمرّ بنا خيل تحرسنا ، وإنّ حسيناً ليقرأ : ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ *
__________________
(١) هذا النصّ موجود في الهامش وترجمته في المتن ، ورأيت أنّ الترجمة لا أرب لي بها ، إنّما النصّ هو المقصود فاعتضت به عن الترجمة ولم أعربها إذ لا غرض يتعلّق بذلك. (المترجم)
(٢) ما كان بين الحاصرتين المؤلّف في الهامش وجاء بترجمته فألحقناه بموضعه. راجع المقتل ، ص ١١٥.
(٣) لهذا الرجل قصّة عجيبة تأتي في موضعها وقد كان حاضراً ليلة عاشوراء.