وحين هوى أهوى إليه شقيقه |
|
يشقّ صفوف المخلدين ويحطم |
فألفاه مقطوع اليدين معفّراً |
|
يفور من مخسوف هامته الدم |
وقال أخي إن كنت كبش كتيبتي |
|
وجُنّة بأس حين أدهى وأدهم |
ومن ناقع حرّ القلوب من الظما |
|
ومن دافع شرّ العدى يوم نهجم |
ومن يكشف البلوى ومن يحمل اللوى |
|
ومن يدفع اللأوى ومن يتقحّم |
رحلت وقد خلّفتني يا ابن والدي |
|
أغاص بأيدي الظالمين وأُهضم |
أحاطت بي الأعداء من كلّ جانب |
|
ولا ناصر إلّا سنان ومخذم |
وأقبل محنيّ الضلوع إلى النسا |
|
يكفكف عنها الدمع والدمع يسجم |
ولاحت عليه للرزايا دلائل |
|
تبين لها لكنّه بتكتّم |
من القصيدة الفاخرة
للخطيب البارع الشيخ محمّد علي اليعقوبي النجفي :
أبو الفضل حامي ثغرة الدين جامع |
|
فرائده إن سلّ منها نظامها |
قضى لقراع الشوس عضباً بحدّه |
|
ليوم التنادي يستكنّ حمامها |
عليها نطوت في حلبة الطعن فانطوى |
|
عليه القضا منه وضاق مقامها |
وخاض بها بحراً يرفّ عبابه |
|
ضباً ويد الأقدار جالت سهامها |
فحلأها من جانب النهر عنوة |
|
وولّت عواديها بصلّ لجامها |
ودمدم ليث الغاب يسطو بسالة |
|
إلى الماء لم يكبر عليه ازدحامها |
ثنى رجله عن صهوة المهر وامنتطى |
|
قرى النهر واحتلّ السقاء همامها |
وهبّ إلى نحو الخيام مشمّراً |
|
لريّ عطاشاً قد طواها أوامها |
ألمّت به سوداء يخطف برقها |
|
البصائر من رعب ويعلو قتامها |
فلولا قضاء الله لم يبق منهم |
|
خسيس ولم يكبر عليه اعتصامها |