وفي كتاب ناسخ التواريخ نقلاً عن « روضة الأحباب » للسيّد عطاء الله الشافعي وهو من أوثق كتب أهل السنّة أنّ لمسلم بن عوسجاً ولداً حدثاً لمّا رأى والده قد استشهد خرج كأنّه الأسد الهصور ، فصرفه الحسين عليهالسلام عن القتال وقال : يا بني ، قتل أبوك الساعة بين يديّ فإذا قتلت أنت فلمن تلتجأ أُمّك في هذا القفر ؟ وأراد الشاب العودة ولكن أُمّه قطعت عليه طريقه مسرعة .. ونادته : أتختار النجاة من القتل على نصرة ابن رسول الله ؟! يا ولدي ، لن أرضى عنك أبداً ، فلوى عنان جواده وحمل على الأعداء وأُمّه تصيح من ورائه : ستُروى بشربة من ماء الكوثر من يد الساقي ، طِب نفساً وقرّ عيناً ، فقاتل قتال الأبطال حتّى قتل ثلاثين كافراً من الأعداء حتّى نال الشهادة ، فقطع الكوفيّون رأسه ورموا به إلى أُمّه ، فتناولته وقبّلته وما زالت تبكي حتّى أبكت كلّ من حضر.
ومن عجب أنّ الصوارم والقنا |
|
تحيض بأيدي القوم وهي ذكور |
وأعجب من ذا أنّها في أكفّهم |
|
تؤجّج ناراً والأكفّ بحور (١) |
__________________
(١) الشعر للقاضي الجليس راجع مولانا الأميني ، الغدير ، ج ٤ ص ٣٨٨ ؛ وفوات الوفيات ، ج ١ ص ٦٦٩.