ونحن ـ لمّا التزمنا في كتابنا هذا بإيراد ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) فقط ـ لا نحاول أنْ نخرجَ عن هذا الالتزام ، فلا نَستعرض حوادث السيرة ، اكتفاء بما جاء في المقاتل القديمة والحديثة من ذكرها ، وأملاً في أنْ نوفّق لعرضها في كتاب مستقلّ بعون الله.
ولكنَّا نورد في ما يلي ما رواه ابن عساكر من خطب الإمام (عليه السّلام) في يوم عاشوراء ، وفيها من العِبَر ما هو كفاية للمعتبرين.
إتمام الحُجّة :
وإذا كان الحسين (عليه السّلام) يمثّل الرُسُل والرسالات الألهية ، فلا بدّ أن ينحو منحاهم في تبليغها ، فلقد كانوا يقضون أكثر أوقاتهم في إبلاغها ، وإتمام الحجّة على أقوامهم قبل أن ينزلوا معهم إلى المعارك الحاسمة.
وهكذا فعل الحسين (عليه السّلام).
فإذا كان في المحلّلين التاريخيِّين مَنْ يزعم «أنّ شعب الكوفة الذي حارب الحسين لم يكن يعرفه ، ولا يعرف عن أهدافه شيئاً»!
____________________
مقتله ، وما جرى عليه يوم عاشوراء بتفصيل وافٍ ، ولا بدّ أنّ ابن عساكر قد أورده في تاريخه ، لأنه لا يغفل ما رواه ابن سعد في الطبقات ، فكيف يتجاوز هذا المقتل؟
إلاّ أنّ ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من كتاب «الطبقات» لابن سعد هي الاُخرى حاول إغفالها الطابعون للطبقات ، فلم يوردوها في المطبوع ـ لا الطبعة الاُورپية ولا البيروتية؟!
لكنّ الله ادّخر منها نسخةً في مكتبة أحمد الثالث في استانبول ـ وهي النسخة الأصل التي اعتمدها طابع النسخة الاُورپية ـ وحقّقها أخيراً سماحة السيد الطباطبائي في نشرة تراثنا الصادرة عن مؤسسة آل البيت (عليهم السّلام) في قم ـ العدد (١٠) ونُشر مستقلاً أيضاً.
كما أورد محقق كتاب ابن عساكر سماحة الشيخ المحمودي كلّ ما يرتبط بالمقتل منه في هامش مطبوعته من تاريخ ابن عساكر ، ليتلافى النقص في ترجمة الإمام (عليه السّلام) منه ، فجزاه الله خيراً.