نقلت الى صاحبي أمرها
|
|
فقال ستؤتى بها الساعة
|
سيكسوكها الماجد الجعفري
|
|
ومن كفه الدهر نفاعه
|
ومن قال للجود لا تعدني
|
|
فقال : لك السمع والطاعة
|
فقال عبد الله لغلامه : ادفع إليه جبّتي
الخز. ثمّ قال له : ويحك! كيف لم ترَ جبتي الوشي التي اشتريتها بثلاثمئة دينار
منسوجة بالذهب؟
فقال : أغفى غفية اُخرى فلعلّي أراها في
المنام.
فضحك منه عبد الله وقال لغلامه : ادفع
إليه جبّتي الوشي أيضاً.
ويروى أنّ أحد الخلفاء أرسل إلى عبد
الله بن جعفر ثلاثة آلاف ، فلامه بعض الناس على عطائه هذا ، فقال : والله ، ما
أعطيته هذا المال إلاّ لجميع أهل المدينة. ثمّ لازم الرجل له من صحبه ، وابن جعفر
لا يعرفه ؛ لينظر ما يفعل ، فرآه صار يفرّق ذلك المال على فقراء أهل المدينة ، وزاد
عليه من خالص أمواله أضعافه. وعوتب عبد الله في ذلك ، فقال : إنّ الله عوّدني عادة
، وعودت الناس عادة ، فأنا أخاف إن قطعتُها قُطعت عنّي.
قيل ومدحه نصيبٌ فأعطاه إبلاً وخيلاً
وثياباً ودنانير ودراهم ، فقيل له : تعطي لهذا الأسود مثل هذا؟!
فقال : إن كان أسودَ فشعره أبيض ، ولقد
استحق بما قال أكثر ممّا نال ، وهل أعطيناه إلاّ ما يبلى ويفنى ، وأعطانا مِدَحاً
تُروى وثناءً يبقى.
ولم يكن في أيامّه أجود منه إلاّ ابن
عمّه الحسن بن