نصفها واحذر يا ولدي من غضبه عليك ؛ فإنّه إن غضب عليك يغضب عليك الله ورسوله فإنّ جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله هو الشفيع يوم القيامة في الأولين والآخرين وله الشفاعة العظمى من الأنس والجن أجمعين ولواء الحمد بيده وأُمّه فاطمة الزهراء رضياللهعنها هي سيدة النساء وجدّته خديجة الكبرى وهم الذين أظهروا الدين وهدانا الله بهم إلى الصراط المستقيم فاحذر يا بُني من غضبهم ؛ فإنّ بغضبهم يغضب الله عليك ورسوله (١).
وإنكار إمامة أهل البيت عليهمالسلام إنكار للنبوّة وإنكار النبوّة إنكار لربوبيّة الربّ كما قال النبي صلىاللهعليهوآله : «يا علي مَنْ أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي ومَنْ أنكر نبوّتي فقد أنكر ربوبيّة الربّ» (٢). والقرآن الكريم عبَّر عن إنكار الإمامة بالانقلاب لقوله تعالى : (وما مُحمدٌ إلاّ رَسولٌ قَدْ خلَتْ مِن قبلهِ الرُّسلُ أفإِن مات أو قُتل انقلبتُم على أعقابِكم) (٣) ؛ لأنّ الإمامة أصل من أُصول الدين.
وقد نصَّ النبي صلىاللهعليهوآله على إمامة الحسن والحسين عليهماالسلام حيث قال صلىاللهعليهوآله : «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا». وقال تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) (٤). ولا يسبق النبي صلىاللهعليهوآله في فضيلة وليس أحقّ بهذا الدعاء بهذه الصيغة منه وذرِّيّته فقد وجبت لهم الإمامة.
____________________
(١) نور العين في مشهد الحسين : ص ٥.
(٢) بحار الأنوار : ج ٤٢ ص ١٩١ ح١.
(٣) سورة آل عمران : الآية ١٤٤.
(٤) سورة الفرقان : الآية ٧٤.