وهُداهدٍ ، وهذه عن ابنِ بَرِّي ، قالَ : هو لَوْنٌ مِن
الصِّبْغِ أَسْودُ.
وفي حَدِيْث
قُسٍّ : «الوَافدُ في الليلِ
الأَحَمِّ» أَي
الأَسْود.
وقيلَ : الأحَمُّ الأَبْيضُ ، عن الهَجَريِّ ، وأَنْشَدَ : أَحَمُّ
كمِصْباح. فهو إذْن ضِدٌّ.
وقد حَمِمْتَ ، كفَرِحْتَ ، حَمَماً ، محرَّكةً ، واحْمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ ، قالَ أَبو كبيرٍ الهُذَليُّ :
أَحَلا
وشِدْقاهُ وخُنْسَةُ أَنْفِهِ
|
|
كحناء ظهْر
البُرْمةِ المُتَحَمِّم
|
وقالَ حَسَّانُ
بنُ ثابِتٍ :
وقد أَلَّ من
أَعضادِه ودَنا له
|
|
مِن الأَرض
دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمْحَما
|
والاسْمُ
: الحُمَّةُ ، بالضَّمِ.
ورجُلُ أَحَمُّ : بيِّن
الحُمَّةِ والحَمَمِ.
وأَحَمّهُ اللهُ تعالى : جَعَلَه
أَحَمَّ.
والحَمَّاءُ : الاسْتُ ، وفي الصِّحاحِ : السافِلَةُ ، ج
حُمُّ بالضَّمِ.
واليَحْمومُ : الدُّخانُ ، كما في الصِّحاحِ والمحْكَمِ. زادَ غيرُهما :
الشَّديدُ السَّوادِ ، وبه فسِّرَتِ الآيَةُ : (وَظِلٍّ مِنْ
يَحْمُومٍ) ، إنّما سُمِّيَ به لمَا فيه من فرطِ الحَرارَةِ ، كما
فسَّره في قوْلِه تعالَى : (لا بارِدٍ وَلا
كَرِيمٍ) ، أَو لمَا تصور فيه مِن
الحَمَمَةِ وإليه أُشِيرَ
بقَوْلِه : (لَهُمْ مِنْ
فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ) ، إلَّا أَنَّه مَوْصوفٌ في هذا الموْضِعِ بشدَّةِ
السَّوادِ ، قالَ الصَّبَّاحُ بنُ عَمْرو الهَزَّانيُّ :
دَعْ ذا
فَكَمْ مِنْ حالِكٍ يَحْمومِ
|
|
ساقِطةٍ
أَرْواقُه بَهِيمِ
|
واليَحْمومُ : طائِرٌ نظر فيه إلى سَوادِ جَناحَيْه.
واليَحْمومُ : الجَبَلُ
الأَسْود ، وبه
فسِّرَتِ الآيَةُ أَيْضاً : قالوا : هو جَبَلٌ أَسْودُ في النارِ.
واليَحْمومُ : اسمُ
فَرَسِ أَبي عبدِ
اللهِ الحُسَيْنِ بنِ
عليِّ بنِ أَبي
طالِبٍ ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه.
وأَيضاً : فَرَسُ
هِشامِ بنِ عبدِ المَلِكِ المرْوانيّ ، مِن
نَسْلِ الحَرونِ.
قلْتُ : الذي قَرَأْته
في كتابِ ابنِ الكَلْبي في الخَيْلِ المَنْسوبِ نَقْلاً عن بعضِ عُلماءِ
اليَمَامَةِ أَنَّ هِشامَ بنِ عبدِ المَلِكِ كَتَبَ إلى إبْراهيمَ بنَ عَرَبيٍّ
الكِنانيّ أَن اطْلُب في أَعْرابِ باهِلَةَ بعلَّكَ أَن تُصِيبَ فيهم مِن ولدِ
الحَرونِ شَيئاً فإنَّه كانَ يطرفهم عليهم ، ويحب أَن يبقى فيهم نَسْله ، فبَعَثَ
إلى مَشايخِهم فسَأَلَهم فقالوا : ما نَعْلَم شيئاً غيرَ فَرَسٍ عنْدَ الحَكَمِ
بنِ عَرْعَرَةَ النّمَيْريّ يقالُ له الجَمومُ ، فبَعَثَ إليه فجيءَ به إلى آخِرِ
ما قالَ. فهو هكذا مَضْبوطٌ كصَبُورٍ بالجيمِ ، فإن كانَ ما رأَيْته صَحِيحاً
فالذي عنْدَ المصنِّفِ غَلَطٌ ، فتأَمَّل ذلِكَ.
وأَيضاً : فَرَسُ
حَسَّانَ الطَّائِيِّ.
وقالَ الأَزْهَرِيُّ : اليَحْمومُ فَرَسُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ ، سُمِّيَ به لشدَّةِ سَوادِهِ ، وقد ذَكَرَه الأعْشَى
فقالَ :
ويأْمُرُ للْيَحْمومِ كلَّ عَشِيَّةٍ
|
|
بِقَتٍّ
وتَعْليقٍ فقد كادَ يَسْنَقُ
|
وقالَ لَبيدٌ :
والحارِثانِ
كلاهُما ومُحَرِّقٌ
|
|
والتُّبَّعانِ
وفارِسُ اليَحْمومِ
|
وقالَ ابنُ
سِيْدَه : وتسميته
باليَحْمُومِ يحتملُ
وَجْهَيْن : إمَّا
__________________