قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ١٥ ]

    318/424
    *

    وأَنْكَحْتُم رَهْواً كأنّ عِجانَها

    مَشَقُّ إهاب أَوْسَع السَّلْخَ ناجِلُهْ(١)

    يعْنِي بالرَّهْو هنا خُلَيْدة بنْت الزِّبْرِقان ، ولها حدِيثٌ مَذْكورٌ في موضِعِه.

    وقالَ اللّحْيانيُّ : المَرْجُولُ والمَنْجُولُ الذي يُسْلَخ مِن رِجْلَيْه إلى رأْسِه.

    وقالَ أَبو السَّمَيْدع : المَنْجولُ الذي يُشَقّ مِن رِجْلِه إلى مَذْبحِه ، والمَرْجُول الذي يُشَقّ مِن رِجْلِه ثم يُقْلَب إهَابه.

    ونَجَلَ فلاناً يَنْجلُه نَجْلاً : ضَرَبَه بِمُقَدَّمِ رِجْلِهِ فتَدَحْرَجَ.

    ونَجَلَتِ الأَرْضُ : اخْضَرَّتْ.

    ويقالُ : مَنْ نَجَلَ النَّاسَ نَجَلوه ، أَي مَنْ شارَّهُمْ شارُّوه ؛ وقد وَرَدَ هذا بعَيْنِه في الحدِيْث وفَسَّرُوه بقوْلِهم : مَنْ عابَ الناسَ عابُوه ومَنْ سبَّهُم سَبُّوه وقَطَع أَعْراضَهم بالشَّتْم كما يَقْطع المِنْجَل الحشيش ، وقد صُحِّف هذا الحَرْف فقيلَ : نَحَل فلانٌ فلاناً إذا سابَّه ، كما سَيَأْتي في الترْكيبِ الذي يَلِيه.

    ونَجَلَ الشَّي‌ءَ يَنْجلُه نَجْلاً : أَظْهَرَهُ ؛ قيلَ : ومنه اشْتِقاقُ الإِنْجِيل.

    والنَّاجِلُ : الكَريمُ النَّجْلِ ، أَي النَّسْلِ ؛ يقالُ : فَحْلٌ ناجِلٌ وفَرَسٌ ناجِلٌ.

    والمِنْجَلُ كمِنْبَرٍ : حَديدَةٌ ذاتُ أَسْنانٍ يُقْضَبُ بها الزَّرْعُ ؛ وقيلَ : هو ما يُقْضَبُ به العُودُ مِن الشَّجرِ فيُنْجَلُ به أَي يُرْمَى به.

    قالَ سِيْبَوَيْه : هذا الضَّرْب ممَّا يُعْتَمل به مَكْسور الأوَّل ، كانت فيه الهاءُ أَو لم تكُنْ ، واسْتَعارَهُ بعضُ الشُّعراءِ لأسْنانِ الإِبِلِ ، فقالَ :

    إذا لم يكن إلَّا القَتادُ تَنَزَّعت

    مَناجِلُها أَصْلَ القَتاد المُكالِب (٢)

    وفي الحدِيْث : «مِن أَشْراط السَّاعَة أَنْ تُتَّخَذَ السُّيوفُ مَناجِل» ، أَي يَتْركُون الجِهادَ ويَشْتَغِلُون بالزِّراعَةِ. والمَنْجَلُ : الواسِعُ الجُرْحِ والطَّعْن مِن الأَسِنَّةِ ؛ يقالُ : سِنَان مِنْجَل إذا كانَ موسعٍ خَرْق الطَّعْنةِ ، قالَ أَبو النَّجْمِ :

    سِنانُها مثل القُدامَى مِنْجَل (٣)

    وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ : المِنْجَلُ الزَّرْعُ المُلْتَفُّ المُزْدَجُّ.

    وأَيْضاً : الرَّجُلُ الكثيرُ النَّجْلِ أَي الوَلَدِ.

    وأَيْضاً : البَعيرُ الذي يَنْجُلُ الكَمْأَةَ بخُفِّهِ أَي يثيرُها ، وقد نَجَلَها نَجْلاً.

    وأَيْضاً : شي‌ءٌ تُمْحَى به أَلْواحُ الصِّبْيانِ ، هكذا في سائِرِ النسخِ.

    والذي في المْحكَمِ والعُبَابِ : المِنْجَلُ الذي يَمْحو أَلْواحَ الصِّبْيانِ ؛ فتأَمَّلْ ذلِكَ.

    ومَنْجَلٌ ، كَمَقْعَدٍ : جَبَلٌ ، وضَبَطَه نَصْر بكَسْرِ الميمِ ، وقالَ : هو اسمُ وادٍ ، قالَ الشَّنْفَرَى :

    ويوماً بذاتِ الرَّسِّ أَو بَطْنِ مَنْجَلٍ

    هُنالِكَ نَبْغي القاصِيَ المُتَغوِّرَا (٤)

    والإِنْجِيلُ بالكَسْرِ كإِكْليلٍ وإخْرِيطٍ ، ويُفْتَحُ ، وبه قَرَأَ الحَسَنُ قَوْلَه تعالَى : وليَحْكُم أَهْل الأَنْجِيل (٥) وليسَ هذا المِثالُ في كَلامِ العَرَبِ.

    قالَ الزَّجَّاجُ : ولقائِلٍ أَنْ يقولَ : هو اسمٌ أَعْجَمِيٌّ فلا يُنْكَر أَنْ يقَعَ بفتحِ الهَمْزةِ لأَنَّ كثيراً مِن الأَمْثلَةِ العجميَّة تُخالِفُ الأَمْثلَة العَربيَّةَ نَحْو آجَر وإبْراهيم وهابِيْلَ وقَابِيْل ؛ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ ، فمنْ أَنَّثَ أَرادَ الصَّحيفَةَ ، ومَنْ ذَكَّرَ أَرادَ الكِتابَ ؛ وهو اسمُ كِتاب اللهِ المُنَزَّل على عيسَى ، عليه وعلى نبيِّنا أَفْضَل الصَّلاة والسَّلام ، والجَمْعُ أَناجِيلٌ ، ومنه الحدِيْث في صفَةِ الصَّحابَةِ : «صُدورُهم أَناجِيلُهم» ؛ وفي رِوايَةٍ : «وأَناجِيلُهم في صُدورِهم» ؛ واخْتُلِف في لَفْظِ الإِنْجِيل فقيلَ : اسمٌ عِبْرانيٌّ ، وقيلَ : سِرْيانيٌّ ، وقيلَ : عَرَبيٌّ ، وعلى الأَخيرِ قيلَ : مُشْتقٌّ مِن النَّجْل وهو الأَصْل ،

    __________________

    (١) اللسان.

    (٢) اللسان بدون نسبة.

    (٣) اللسان والتهذيب.

    (٤) التكملة وفي معجم البلدان برواية : «ويوم ...... نبغي العاصر المتنورا»

    (٥) المائدة الآية ٤٧.