المَرُوزِيَّة ، وأبو المُهَلَّب (١) أحمدُ بنُ محمدِ بنِ مَلُوكٍ الوَرَّاق شَيْخٌ لابنِ طبرزد مُحَدِّثونَ.
وفاتَهُ عَبْدُ الوَهَّاب بنُ أَبي الفَهْمِ بنِ أَبي القاسِمِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ الكفْرطَابيّ يُعْرَفُ بابنِ ملوك حدَّثَ عن ابنِ عَسَاكِر ومَاتَ سَنَة ٦١٥. وفي النِّساءِ مُلوكٌ عدَّةٌ.
ومُلْكُ الدَّابَّة بالضم وبضَمَّتَيْنِ قَوائِمُها وهادِيها ، ومنه قَوْلُهم : جَاءَنا تَقُودُه مُلُكُه ، حَكَاه الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عُبَيْدٍ ، واقْتَصَرَ على اللغةِ الأَخيرةِ ، وبالضمِ كأَنَّه مُخَفَّفٌ من المُلُكِ بضَمَّتَيْن. قال ابنُ سِيْدَه : وعليه أُوَجِّه ما حَكَاه اللَّحْيَانيُّ عن الكِسَائيّ من قَوْلِ الأَعْرَابيِّ : ارْحَمُوا هذا الشيخَ الذي ليس له مُلُكٌ ولا بَصَرٌ ، أَي يَدَان ولا رِجْلان ولا بَصَرٌ ، وأَصْلُه من قوائِمِ الدَّابَّةِ فاسْتَعَارَهُ الشيخُ لنَفْسِه.
وقالَ شَمِرٌ : لم أَسْمَعْ هذا القَوْلَ يَعْنِي المُلُك بمَعْنَى القوائمِ لغيرِ الكِسَائيّ ، الواحدُ مِلاكٌ ككِتابٍ سُمِّي به لأَنَّه قوامُها ونظامُها. والمَلَكُ محرَّكةً واحِدُ المَلائكَةِ والمَلائِكُ يكونُ واحداً وجمعاً كما في الصِّحاحِ ، وشاهِدُ الأَخيرِ قَوْل أُمَيَّة بن أَبي الصَّلْتِ :
وكأَنَّ بِرْقِعَ والملائكَ حَوْلَه |
|
سَدِرٌ تَواكَلَهُ القوائمُ أَجْرَدُ (٢) |
قالَ اللَّيْثُ : المَلَكُ إنَّما هو تَخْفِيفُ المَلأَكِ ، وأَجْمَعُوا على حذفِ هَمْزِه ، وهو مَفْعَلٌ من الأَلُوكِ ، وقد ذكر في «ل أ ك» وفي «أ ل ك» وذَكَرْنا هناك عن الكِسَائيّ قالَ : إنّ أَصْلَه مَأْلَكٌ بتقدِيم الهَمْزةِ من الأَلُوكِ ، ثم قُلِبَتْ وقُدِّمَتْ اللَّامُ فقيلَ مَلأَكٌ ؛ وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ لرَجُلٍ من عبْدِ القَيْس جاهِلِيّ يمدَحُ بعضَ المُلُوكِ كما في الصِّحاحِ ، قيلَ : هو النُّعْمَانُ. وقالَ ابنُ السِّيْرافي : هو لأَبي وَجْزة يمدَحُ به عَبْد الله بن الزُّبَيْر.
قُلْتُ : : وأَنْشَدَه الكِسَائي لَعلْقَمَة بن عَبْدَة يمدَحُ الحارِثَ بن جَبَلَة بن أَبي شَمِرٍ :
ولَسْتَ لإِنْسِيٍّ ولكنْ لِمَلأَكٍ |
|
تَنَزَّلُ من جَوِّ السَّماءِ يَصُوبُ (٣) |
ثم تُرِكَتْ هَمْزتُه لكَثْرةِ الاسْتِعْمالِ فقيلَ : مَلَكٌ ، فلمَّا جَمَعُوه رَدُّوها إِليه فقالُوا مَلائِكَةً ومَلائِكَ أَيْضاً. هذه أَقْوالُ النّحَويِّين. قالَ الرَّاغِبُ : وقالَ بعضُ المُحَقِّقِين : هو من المِلْكِ قالَ : والمُتَولِّي من المَلائِكَةِ شيئاً من السِّياسَاتِ ، يقالُ له مَلَكٌ بالفتحِ ، ومِنَ البَشَرِ يقالُ له مَلِكٌ بالكسرِ (٤) قالَ : وكل مَلَك ملائكة وليس كل ملائكة مَلَكاً بل المَلَك هم المُشَار إِليهم بقَوْلِه عزوجل : (فَالْمُدَبِّراتِ فَالْمُقَسِّماتِ وَالنّازِعاتِ) ونحو ذلك ، ومنه (مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ).
قُلْتُ : وهذا بناءٌ على أَنَّ الميمَ أَصْلية وإِليه جَنَحَ أَبُو حَيَّان في النَّهر فقالَ : المَلَك مِيْمُه أَصْلية وجَمْعُه على مَلائِكَةٍ أو ملائك شاذٌ واشْتِقَاقُه من الملك وهو القوَّةُ كأَنَّهم تَوَهَّمُوا أَنَّه فعال ، وقيلَ : أَصْلُه مِلَاك كشِمَالٍ ومِيْمه أَصْلِية حُذِفَتْ هَمْزتُه بعد إِلقَاءِ حَرَكَتِها على ما قَبْلِها ثم رُدَّتْ للجَمْعِ فوزنه فعائلة وهَمْزَتُه زَائِدَةٌ نَقَلَه شَيْخُنَا.
قُلْتُ : وكان الجَوْهَرِيّ لَحَظَ هذا المَعْنَى فأَوْرَدَ هذه اللفْظةَ هُنَا وذَكَرَ أَقْوالَ النَّحَويِّين وإِلَّا فليْسَ مَحَل ذِكْرِها هُنا وقد نبَّه عليه الشمس الفناري في حَوَاشِي المطول فقالَ : وأَنْتَ خبيرٌ بأَنَّ إِيرادَه ما ذُكِرَ في فصلِ الميم من بابِ الكافِ ليس كما يَنْبَغِي ، والحقُّ إِيرادُه في فصلِ الأَلِفِ من ذلك البابِ. ثم والعَجَبُ أَنَّه أَوْرَدَه فيه مع زيادَةِ الميمِ وأَوْرَدَ المكانة في فصلِ الكافِ من بابِ النُّونِ مَعَ أَنَّ الميمَ فيها أَصْليةٌ. وكصاحِبٍ الإِمَامُ المقدَّمُ مَالِكُ بنُ أَنَس الأَصْبَحِيُّ إِلى ذِي أَصْبَح بنِ زَيْدٍ بنِ الغَوْثِ بنِ سَعْد بنِ عَوْف بنِ عَدِيّ بن مالِكِ بنِ زَيْدٍ بنِ سدد بنِ زَرْعَة وهو حِمْير الأَصْغر إمامُ المدينةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ ، تَرْجَمَتُه شَهِيرةٌ ومناقِبُه كثيرةٌ ، وهو أَحدُ الأَئمةِ الأَرْبَعةِ المَشْهود لَهُم بالسَّبَقِ والاجْتِهادِ توفي بالمدينةِ سَنَة ١٧٩
__________________
(١) في التبصير ٤ / ١٣١٦ أبو المواهب.
(٢) الصحاح واللسان والتكملة والقافية في المصادر «أجربُ» بالباء وقد صوب ابن بري «أجرد» لأن القافية دالية وقبله :
فأتم ستّا فاستوت أطباقها |
|
وأتى بسابقه فأنّى توردُ |
ومطلع القصيدة :
تعلم فإن الله ليس كصنعه |
|
صنيعُ ولا يخفى على الله ملحدُ |
(٣) مجموع الدواوين الخمسة ص ١٣٢ واللسان والصحاح والتكملة.
(٤) يعني بفتح اللام وبكسرها.