وفاة فاطمة الزهراء
إلى ابن عمّه رسول الله صلىاللهعليهوآله
، حيث أرسل دموعه على خدّيه وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ قال فيما قال :
سلام عليك يا رسول الله سلام مودّع لا
سئم ولا قال ، فإن أنصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله
الصابرين ، والصبر أيمن وأجمل ، ولولا
غلبة المستولين علينا لجعلت المقام عند قبرك لزاماً ، واللبث عنده معكوفاً
، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية ، فبعين الله تدفن ابنتك سراً ... ولم يطل
العهد ، ولم يخل منك الذكر ، فإلى الله يا رسول الله المشتكى ، وفيك أجمل العزاء ،
وصلوات الله عليك وعليها ورحمة الله وبركاته .
وفي هذه الندبة التصريح بأنّ المستولين
قللوا أو حاولوا التقليل من شأن الرسول صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته ، وذلك بعد وفاته مباشرة ولما يخلق الذكر ، وأنّ أمير المؤمنين علياً لو
استطاع لجعل مقام رسول الله في محلّه الرفيع الذي وضعه الله فيه ، لكنّ الظروف
القاسية التي كانت محيطة به لم تتح له الفرصة ، فقلّ ذكر النبي عند من اشتغلوا
بمشاغل الدنيا وتركوا النبي وذكره أو كادوا ، وهذا مما جعل الإمام يقول : لجعلت المقام عند قبرك
لزاماً ، واللبث عنده معكوفاً.
إذن زيارة المعصومين هي طريق إلى نيل
رضا الله تعالى وثوابه ، ولو تأمّلت في آدابها لرأيتها تؤكّد على التوحيد ولزوم
القول مائة مرّة «الله
أكبر» عند الدخول ، والقول : «بسم الله وبالله ، وفي
سبيل الله ، وعلى ملّة رسول الله ،
________________