أوجدها في خليقته.
فيستدلّ بحدوث الخلق على قدم الخالق ، تعالى شأنه وجَلّ كماله.
٧) أنّه تعالى متكلّم
الكلام هي الحروف المسموعة المنتظمة ، ومعنى كونه متكلِّما هو أنّه أوجد الكلام (١).
وقال العلاّمة المجلسي : «اعلم أنّه لا خلاف بين أهل الملل في كونه تعالى متكلّما ، لكن اختلفوا في تحقيق كلامه وحدوثه وقدمه.
فالإمامية قالوا بحدوث كلامه تعالى ، وأنّه مؤلّف من أصوات وحروف ، وهو قائم بغيره. ومعنى كونه تعالى متكلّما عندهم أنّه موجد تلك الحروف والأصوات في الجسم كاللوح المحفوظ أو جبرئيل أو النبي صلىاللهعليهوآله أو غيرهم كشجرة موسى» (٢).
وفي منهاج البراعة (٣) أفاد أنّه قد تواترت الأنباء عن الرسل والأنبياء ، وأطبقت الشرائع والملل على كونه عزوجل متكلّما ، لا خلاف لأحدٍ في ذلك ، وإنّما الخلاف في معنى كلامه تعالى وفي قدمه وحدوثه.
فذهب أهل الحقّ من الإماميّة إلى أنّ كلامه تعالى مؤلّف من حروف وأصوات قائمة بجوهر الهواء ، ومعنى كونه متكلّما هو أنّه موجد للكلام في جسم من الأجسام ، كالمَلَك والشجر ونحو ذلك.
__________________
(١) مجمع البحرين : (ص٥٣٦ مادّة ـ كلم ـ).
(٢) بحار الأنوار : (ج٤ ص١٥٠).
(٣) منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة : (ج١٠ ص٢٦٣).