«إنّ الإبداع والمشيئة والإرادة معناها واحد والأسماء ثلاثة» (١).
والحجّة في هذا المعنى إضافةً إلى ما تقدّم ، نصّ حديث صفوان بن يحيى عن الإمام الكاظم عليهالسلام جاء فيه :
«الإرادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل ، وأمّا من اللّه تعالى فإرادته إحداثه لا غير ذلك ...» (٢).
فالمستفاد من هذه الأدلّة أنّ إرادة اللّه معناها : إحداثه للأشياء وإبداعه وفعله لها.
لكن فسّرها شيخ المحدّثين الصدوق في التوحيد بقوله : «مشيّة اللّه وإرادته في الطاعات الأمر بها والرضا ، وفي المعاصي النهي عنها والمنع منها بالزجر والتحذير» (٣).
ولعلّ نظره قدسسره إلى إرادة العزم التي جاء ذكرها في حديث الفتح بن يزيد الجرجاني عن الإمام أبي الحسن الكاظم عليهالسلام فلاحظ (٤).
وذكر هذا المعنى أيضا السيّد الشبّر بالتعبير التالي :
«ومعنى إرادته لأفعال عبيده أنّه أراد إيقاع الطاعات منهم على وجه الإختيار ... ومعنى كراهته تعالى لأفعال غيره نهيه إيّاهم عن إيقاع المعاصي المفسدة لهم على وجه الإختيار ...» (٥).
__________________
(١) مجمع البحرين : (ص٥٢ مادّة ـ شيأ ـ).
(٢) اُصول الكافي : (ج١ ص١٠٩ ح٣).
(٣) التوحيد : (ص٣٤٦).
(٤) اُصول الكافي : (ج١ ص١٥١ ح٤).
(٥) حقّ اليقين : (ج١ ص٣٠).