فصل النون مع الغين
[نبغ] : نَبَغَ الشَّيْءُ مِنَ الشَّيْءِ كمَنَعَ ، ونَصَرَ ، وضَرَبَ أي : ظَهَرَ ، وَمِنْهُ : «نَبَغَتْ لَنَا مِنْكَ أُمُورٌ» ، أي : ظَهَرَتْ وفَشَتْ ، وهُوَ مَجَازٌ.
ونَبَغَ الماءُ نُبُوغًا : مثلُ نَبَغَ ، بالعَيْنِ.
ومِنَ المَجَازِ : نَبَغَ فُلانٌ : إذا قال الشِّعْرَ وأَجادَهُ ولَم يَكُنْ في إِرْثِ الشِّعْرِ ، وَفي اللِّسَانِ : في إِرْثِهِ الشِّعْرُ ، ومِنْهُ سُمِّيَ النَّوابِغُ مِنَ الشُّعَرَاءِ ، كَمَا سَيَأْتِي ذِكْرُهُمْ.
ونَبَغَ فُلانٌ في الدُّنْيَا : إِذا اتَّسَعَ.
وقال ابْنُ دُرَيْدٍ : نَبَغَ رأْسُه نَبْغًا : ثارَ مِنْهُ النُّبَاغَةُ ، وَهِيَ ككُنَاسَةٍ ، وتُشَدَّدُ : اسمٌ لِلْهِبْرِيَةِ وكَذلِكَ النُّبَاغُ (١) والنُّبّاغُ بالوَجْهَيْنِ ، بغَيْرِ هاءٍ.
ومِنَ المَجَازِ : نَبَغَتْ عَلَيْنَا مِنْهُمْ نَبّاغَةٌ ، كشَدّادَةٍ ، أي : خَرَجَتْ مِنْهُمْ خَوَارِجُ.
ويُقَالُ : نَبَغَ الوِعَاءُ بالدِّقِيقِ : إذا تَطَايَرَ مِنْ خَصَاصِهِ ما دَقَّ كَذ في النُّسَخِ ، وصَوَابُه تَطَايَر مِنْ خَصَاصِ ما رَقَّ مِنْهُ ، كما هُوَ في اللِّسَانِ والعُبَابِ والتَّكْمِلَةِ.
والنَّابِغَةُ : الرَّجُلُ العَظِيمُ الشَّأْنِ ، وَالهاءُ للمُبَالَغَةِ ، كما في العُبابِ.
والنَّوابِغُ : الشُّعَرَاءُ منْ : نَبَغَ : إذا لَم يَكُنْ في إِرْثِ الشِّعْرِ ، ثُمَّ قالَ وأَجَادَ ، وقد تَقَدَّمَ ذلِكَ ، وهُم : زِيادُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ ضِبَابِ (٢) بنِ جابِرٍ بنِ يَرْبُوعِ بنِ عَيْظِ بنِ مُرَّةَ بن عَوْفِ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ الذُّبْيَانِيُّ كُنْيَتُه أَبو ثُمامَةَ ، ويُقَال : أَبُو أَمَامَةَ ، قال الجَوْهَرِيُّ : يُقالُ : سُمِّيَ بقَوْلِه :
فقَدْ نَبَغَتْ لَنا مِنْهُمْ شُؤُونُ
قُلْتُ : الرِّوَايَةُ : «مِنْهَا» (٣) أيْ : مِنْ سُعَادَ المَذْكُورَةِ في أَوَّلِ القَصِيدَةِ ، وهُو قَوْلُه :
نَأَتْ بسُعَادَ عَنْكَ نَوىً شَطُونُ |
|
فبانَتْ والفُؤادُ بِهَا رَهِينُ |
وَصَدْرُ البَيْتِ :
وحَلَّتْ في بَني القَيْنِ بنِ جَسْرٍ (٤)
وأَبُو لَيْلَى : قَيْسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُدَسَ بنِ رَبِيعَةَ بنِ جَعْدَةَ بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ الجَعْدِيُّ ، رضياللهعنه ، قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوسلم ومَدَحَهُ ، ودَعَا لَهُ صلىاللهعليهوسلم ، رَوَى عَنْهُ يَعْلَى بنُ الأَشْدَقِ ، قِيلَ : عاشَ مائِةً وَعِشْرِينَ سَنَةً ، وماتَ بأَصْبَهَانَ ، وقَدْ وَقَعَ لَنَا حَدِيثُه عالِيًا في ثُمَانِياتِ النَّجِيبِ ، وعُشَارِيَاتِ الحَافِظ بنِ حَجَرٍ ، قال الصّاغَانِيُّ : وهُوَ أَشْعَرُ مِنَ النّابِغَةِ الجعدِي (٥) ، وهَجَتْهُ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ فقالَتْ :
أَنابَغَ لَم تَنْبُغْ ولَم تَكُ أَوَّلاً |
|
وَكُنْتَ صُنَيًّا بَيْنَ صُدَّيْنِ مُجْهَلَا |
وَتَرْجَمَهُ ابنُ العَدِيمِ في تَارِيخِ حَلَبَ ، فقَالَ ـ بَعْدَ أَنْ ساقَ نَسَبَه وذَكَرَ الاخْتِلافَ فِيهِ ـ : إنَّ أُمَّه فاخِرَةُ ابنَةُ عَمْرِو بنِ جابِرٍ الأَسَدِيِّ ، قِيلَ : إِنَّهُ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ ، رضياللهعنه ، وإِنَّمَا لُقِّبَ بِهِ لأَنَّهُ أَقَامَ ثَلَاثِينَ سَنَةً لا يَتَكَلَّمُ بشِعْرٍ ، ثُمَّ نَبَغَ ، قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ ، وقالَ القَحْذَمِيُّ : إِنَّهُ كانَ أَسَنَّ مِنْ نابِغَةِ بَنِي ذُبْيانَ ، وكَانَ في عَصْرِه ، وماتَ قَبْلَه ، وَلَم يُدْرِكِ الإِسْلامَ ، وفي اللِّسَانِ : وقالُوا : نابِغَةُ ، أي : بلا لامٍ ، وأَنْشَدَ :
وَنابِغَةُ الجَعْدِيُّ بالرَّمْلِ بَيْتُه |
|
عَلَيْهِ صَفِيحٌ مِنْ تُرَابٍ مُوَضَّع |
قال سِيبَوَيْه : وأَخْرَجَ الأَلِفَ والّلامَ وجُعِلَ كواسِط.
وعَبْدُ اللهِ بنُ المُخَارِقِ بنِ سُلَيْمَ بن حَصِيرَةَ (٦) بنِ قَيْسِ بنِ شَيْبَانَ بنِ حِمارِ بنِ حارِثَةَ بنِ عَمْرِو بنِ أَبِي رَبِيعَةَ بنِ شَيْبَانَ بنِ ثَعْلَبَةَ الشَّيْبَانِيُّ.
__________________
(١) اقتصر الأَزهري على التخفيف في اللفظتين وفيه : ويقال : لهبرية الرأس نُباغُه ونُبَاغته.
(٢) عن جمهرة ابن حزم ص ٢٥٣ وبالأصل «خباب».
(٣) رواية الديوان ص ٢٥٦ «منهم» أي من بني القين وقد ورد ذكرهم في صدر البيت.
(٤) انظر عامود نسبه في جمهرة ابن حزم ص ٢٨٩.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وهو أشعر من النابغة مكتوب فوقه في النسخة الخط لفظة : كذا ، يعني أنه نقله من الصاغاني هكذا ، فلعل الصواب وهو أسنّ من النابغة الذبياني ، كما ذكره بعد اهـ».
(٦) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «حصرة» وفي المؤتلف والمختلف ص ١٩٢ «خضير» وانظر فيه بقية نسبه.