فعلم الغيب النابع من الذات غير المحدّد
كمّاً وكيفاً من خصائص الله سبحانه ، وأمّا الإخبار عنه في موارد محدّدة بإعلام من
الله وتعليم منه فهو من خصائص الأنبياء والأئمة والأولياء.
ومنه يُعلم سائر ما يعتقده الشيعة في حق
إمامهم ، وقد صدروا في اعتقادهم هذا عن الدليل. والتفصيل موكول إلى كتب العقائد.
وقد أوضح الإمام نفسه هذا الأمر ، حينما
قال له بعض أصحابه من بني كلب لقد أُعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ، فضحك عليهالسلام ، وقال :
يا أخا كلب ، ليس هو بعلم غيب وإنّما هو
تعلّم من ذي علم! وإنما علم الغيب علم الساعة ، وما عدَّده الله بقوله : (إِنَّ
اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)
... فهذا علم الغيب الّذي لا يعلمه أحد إلاّ الله ، وما سوى ذلك فعِلمٌ علَّمَه
الله نبيَّه فعَلَّمَنيهِ ، ودعا لي بأن يَعِيَهُ صدري ، وتضطمَّ عليه جوانحي .
____________________