وهي وَقْرَةٌ تُصِيبُ باطِنَ حافِرِه ، وفي الصّحاحِ : الرَّهْصَةُ : أَنْ يَذْوَى باطِنُ حافِرِ الدّابَّةِ من حجَرٍ تَطَؤُهُ ، مثلُ الوَقْرَةِ.
وأَرْهَصَه الله تَعَالَى ، مِثْلُ أَوْقَرَه ، وقَال ابنُ الأَثِيرِ : أَصْلُ الرَّهْصِ : أَنْ يُصِيبَ باطِنَ حافِرِ الدّابّةِ شَيْءٌ يُوهِنُه ، أَوْ يَنْزِلَ فيه الماءُ من الإِعْيَاءِ ، وأَصْلُ الرَّهْصِ : شِدَّةُ العَصْرِ.
وخُفٌّ رَهِيصٌ : أَصابَه الحَجَرُ فأَوْهَنَه.
والرَّوَاهِصُ من الحِجَارَةِ : الَّتِي تَرْهُصُ أَيْ تُنَكِّبُ الدَّوابَّ إِذا وَطِئَتْهَا.
وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : هِي الصُّخُورُ المُتَرَاهِصَةُ (١) الثّابِتَةُ ، كذَا في النُّسَخِ ، وصَوَابُه المُتَرَاصِفَةُ ، كما هو نَصُّ الصّحّاحِ.
وَاحِدَتُهَا الرّاهِصَةُ ، قال الأَعْشَى :
فعَضَّ حَدِيدَ الأَرْضِ إِنْ كُنْتَ ساخِطاً |
|
بفِيكَ وأَحْجَارَ الكُلَابِ الرَّواهِصَا |
ويُقَال : لَمْ يَكُنْ ذَنْبُه عَنْ إِرْهَاصٍ ، وهو مَأْخُوذٌ من الحَدِيثِ ، ونَصُّه : «وأَنَّ ذَنْبَه لم يَكُنْ عن إِرْهاصٍ» أَي إِصْرَارٍ وإِرْصَادٍ ، وإِنّمَا كانَ عارِضاً ، وأَصْلُه من الرَّهْصِ ، وهو تَأْسِيسُ البُنْيَانِ.
ويُقَال : رَاهَصَ غَرِيمَهُ ، أَيْ رَاصَدَهُ.
والمَرَاهِصُ : المَرَاتِبُ والدَّرَجَاتُ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : لَمْ يُسْمَعْ بِوَاحِدِها ، وقالَ الجوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ : وَاحِدَتُهَا مَرْهَصَةٌ ، يُقَالُ : كَيْفَ مَرْهَصَةُ فُلَانٍ عِنْدَ المَلِكِ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلأَعْشَى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بنَ عُلَاثَةَ :
رَمَى بِكَ فِي أُخْرَاهُمُ تَرْكُكَ العُلَا |
|
وفُضِّلَ أَقْوَامٌ عَلَيْكَ مَرَاهِصَا (٢) |
* وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه :
رَمَى الصَّيْدَ فَرَهَصَه : أَوْهَنَه (٣).
ودابَّةٌ رَهِيصٌ ، ورَهِيصَةٌ ، مَرْهُوصَةٌ ، والجَمْعُ رَهْصَى (٤).
والرَّهْصُ : الغَمْزُ والعِثَارُ ، عن شَمِر ، وبِهِ فَسَّرَ قَوْلَ النَّمِرِ بنِ تَوْلَب في صِفَةِ جَمَلٍ :
شَدِيدُ وَهْصٍ قَلِيلُ الرَّهْصِ مُعْتَدِلٌ |
|
بصَفْحَتَيْهِ مِنَ الأَنْسَاعِ أَنْدَابُ |
ورُهِصَ الحَائِطُ : دُعِمَ.
وقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ : للفَرَسِ عِرْقَانِ في خَيْشُومِه ، وهُمَا النّاهِقَانِ ، وإِذا رَهَصَهُمَا مَرِضَ لهُمَا.
والإِرْهاصُ : الإِثْبَاتُ ، يُقَال : أَرْهَصَ الشّيءَ ، إِذا أَثْبَتَه وأَسَّسَهُ ، وهُوَ مَجَازٌ ، ومنه إِرْهَاصُ النُّبُوَّةِ. وأَصَابَهُ راهِصٌ.
وفي كِتَابِ النَّبَاتِ لِأَبِي حَنِيفَةَ : ونَوْءُ الفَرْغِ المُقَدّمِ (٥) إِرْهَاصٌ للوَسْمِيِّ ، قالَ ابنُ سِيدَه : يُرِيدُ أَنّه مُقَدّمةٌ له ، وإِيذانٌ به.
ورَاهِصُ : حَرَّةٌ سَوْدَاءُ لفَزَارَةَ ، وعِنْدَهَا آكَامٌ مُتَّصِلَةٌ تُعْرَفُ بتَلِّ (٦) رَاهِص.
فصل الشين
المعجمة مع الصاد
[شبربص] : الشَّبَرْبَصُ ، كسَفَرْجَلٍ ، أَهْمَلَه الجوهريّ وقال أَبو عَمْرٍو : هو الجَمَلُ الصَّغيرُ ، وكذلكَ القِرْمِليُّ والحَبَرْبَرُ ، أَوْرَدَه الأَزْهَرِيُّ في الخُمَاسيّ.
[شبص] : الشَّبَصُ ، مُحَرَّكَةً ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقال ابنُ دُرَيْد : هو الخُشُونَةُ ، وتَدَاخُلُ شَوْكِ الشَّجَرِ بَعْضِه في بَعْضٍ ، وقد تَشَبَّصَ الشَّجَرُ : اشْتَبَكَ ودَخَلَ بَعْضُه (٧) في بَعْض ، لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ ، قال :
مُتَّخِذاً عِرَّيسَه في العِيصِ |
|
وفي دِغالٍ أَشِبِ التَّشْبِيصِ |
هكذا أَوْرَدَه ابنُ القَطَّاعِ أَيْضاً في كِتَاب الأَبْنِيَةِ لَهُ.
[شحص] : الشَّحْصَ ، بالفَتْحِ ، عن الكِسَائِيّ ، ويُحَرَّكُ ـ عن الأَصْمَعِيّ ، واسْتَدَلَّ بِقَوْل حُمَيْد بن ثَوْرٍ ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْه :
قُومِي إِلَيْهَا فإِنّي قد طَمِعْتُ لكم |
|
أَنْ أَسْتَفِىءَ إِليها ريمَةً شَحَصَا |
__________________
(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «المتلاصقة» وفي الصحاح واللسان : «المتراصفة» وفي التهذيب : عن أبي عبيد عن الأصمعي : الحجارة المتراصفة.
(٢) ديوانه وعجزه فيه :
وفضّل أقواماً عليك مراقصا
فلا شاهد فيه.
(٣) مأخوذ من حديثٍ ، ونصه كما في النهاية واللسان : «فرمينا الصيد حتى رهصناه» أي أوهنّاه.
(٤) عن اللسان. وبالأصل «رهص».
(٥) زيد في اللسان : فإنه نوءٌ من الأنواء المشهورة المذكورة المحمودة النافعة.
(٦) الذي في معجم البلدان «راهص» عن الأصمعي قال : ولبني قريط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب راهص .. ، وهي حرة سوداء وهي آكام منقادة تسمى نعل راهص.
(٧) في التكملة : بعض شوكه في بعض.