زَوْجُها تقلَّحت» أَي تَوسَّخت ثِيابُهَا ولم تَتَعَهَّد نَفْسَها وثِيابَها بالتنظيف. ويروىَ بالفَاءِ ، وقد ذُكِرَ في موضِعه.
ومن المجاز : رَجلٌ مُقلَّح ، أَي مُذلَّل مجرّب ، كذا في الأَساس (١).
[قلفح] : قَلْفَحه : أَكله أَجمع (٢).
[قمح] : القَمْح : البُرّ حينَ يَجْرِي الدَّقِيقُ في السُّنْبُل ، وقيل : من لدُنِ الإِنضاجِ إِلى الاكتناز ، وهي لُغة شامِيّة ، وأَهل الحجاز قد تَكلَّمُوا بها ، وقد تَكرّر ذِكْرُه في الحديث ، وقيلَ لُغَةٌ قِبطيَّة ، نقله شيخنا ، والصواب الأَوّل ، كما في المصباح وغيره.
والقَمْح مَصدرُ قَمِحَه ، كسَمِعَه ، أَي السَّوِيقَ ، استَفَّه ، كاقْتَمَحَه واقتمحَهُ أَيضاً : أَخَذَه في رَاحَتِه فَلَطَعه ، كذا في الأَساس واللسان.
والقَمِيحَة : الجُوَارِش ، بضمّ الجيم (٣) ، هكذا في النُّسخ ، وفي بعضها بزيادة النونِ في آخره. والقَمِيحة أَيضاً : السَّفُوفُ من السَّويق وغيره.
والاسمُ القُمْحَة ، بالضّمّ ، كاللُّقْمَة. والقُمْحَةُ : مِلْءُ الفَمِ منه ، أَي من السَّويقِ أَو من الماءِ ، كما صَرَّح به غيرُ واحد.
والقُمُّحَانُ ، كعُنْفُوان وتُفْتَح الميمِ ، وهي رواية البصريّين في قول النَّابغة الآتي : الوَرْسُ أَو الذَّرِيرةُ نَفْسُها ، أَو كالذَّرِيرَةِ يَعلو الخَمْرَ. وهو زَبَدُهَا ، وقيل : هو الزَّعْفَرَانُ ، كالقُمْحَة ، بالضَّمّ في لكُلّ. وقيل هو طِيبٌ. قال النّابغة :
إِذا فُضّتْ خَوَاتِمُه عَلَاهُ |
|
يَبِيسُ القُمَّحَانِ من المُدَامِ |
يقول : إِذا فُتِحَ رَأْسُ الحُبّ من حِبَاب الخَمْر العَتِيقةِ رَأَيتَ عَلَيْهَا بَيَاضاً يَتَغشّاها مِثْلَ الذَّرِيرةِ. قَال أَبو حنيفةَ : لا أَعلم أَحداً من الشُّعَرَاءِ ذَكَر القُمَّحَان غَيْرَ النّابِغَة. قال : وكان النابغةُ يأْتِي المدينةَ ويُنشِد بها النّاسَ ويسمع منهم ، وبها جَماعةُ الشعراءِ.
وفي الصحاح والأَساس واللسان نقلاً عن أَبي عُبَيْد : قَمَحَ البَعِيرُ قُمُوحاً ، وقَمَه يَقْمَه قُمُوهاً ، إِذا رَفَعَ رأْسَه عند الحَوْض وامتَنَعَ مِن (٤) الشُّرْب رِيًّا ، كتقَمَّحَ وانْقَمَحَ وقَامَحَ ، الأَخيرَة من الأَساس واللسان.
قال أَبو زيد : تقَمَّح فُلانٌ من الماءِ ، إِذا شَرِب الماءَ وهو مُتكارِهٌ ، فهو بعيرٌ قَامِحٌ ، يقال : شَرِب فتقَمَّحَ وانقمَحَ بمعنًى. وج قُمَّحٌ كرُكّع. وقد قَامَحَتْ إِبلُك ، إِذا وَرَدَتْ فلم تَشْرَبْ ورَفَعَتْ رؤوسَها لِداءٍ (٥) يكون بها أَو ، بَرْد ماءٍ ، أَوريٍّ أَو عِلَّة (٦). وهي ناقةٌ مُقامِحٌ ، بغير هاءٍ وإِبلٌ مُقامِحَةٌ وقِمَاحٌ ، على طَرْح الزائدِ. قال بِشْرُ بن أَبي خازمٍ يَذكر سَفينةً وُركْبانَها :
ونَحْنُ على جَوَانِبها قُعُودٌ |
|
نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبلِ القِمَاحِ |
والاسم القُمَاح بالضَّمّ. وذكر الأَزهريّ في ترجمة حمم : الإِبلُ إِذا أَكلَت النَّوَى أَخذَهَا الحُمَام والقُمَاح (٧).
ومن المجاز : أَقْمَحَ الرّجلُ ، إِذا رَفَع رأْسَه وغَضَّ بَصَرَه ، قاله الزَّجَّاج ، ورواه سَلَمَةُ عن الفرّاءِ. ومنه قوله تعالى : (فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) (٨) وفي حديث عليٍّ كرَّم الله وَجهَه ، قال له النَّبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم «سَتَقْدَمُ على الله أَنتَ وشِيعَتُك راضينَ مَرْضِيِّين ، ويَقْدَمُ عليك (٩) عَدُوُّك غِضَاباً مُقمَحِين» ثمَّ جمَعَ يدَه إِلى عُنقه يُريهم كيف الإِقماحُ ، وهو رَفْعُ الرأْس وغَضُّ البَصر.
وأَقْمَحَ بأَنْفِهِ : شَمَخَ وَرَفَعَ رأْسَه لا يكاد يَضَعُه ، فكأَنَّه ضِدّ.
__________________
(١) ما ورد هنا عبارة اللسان ، وعبارة الأساس : فلان مُقَلّحٌ : مُجَرّب.
(٢) سقطت المادة من نسخة الأصل ، واستدركت عن القاموس. ونبه إِلى هذا النقص بهامش المطبوعة المصرية. وقد أهملها الجوهري. وفي اللسان والتكملة (قلفح) : وقال ابن دريد : قلفح ما في الإِناء إِذا شربه أجمع (في التكملة : أكله بدل شربه).
(٣) في القاموس واللسان والصحاح بفتح الجيم ضبط قلم.
وفي التهذيب : بضم الجيم.
(٤) الأصل واللسان والقاموس ، وفي الصحاح : عن.
(٥) في اللسان والصحاح : «من داء» وفي الصحاح : رأسها.
(٦) في الأساس : أو لبعض العلل.
(٧) بهامش المطبوعة المصرية : «قال في اللسان : فأما القُماح فإِنه يأخذها السُّلاحُ ويُذهِبُ طِرقَها ورِسلَها ونسلها وأما الحمام فسيأتي في بابه.
(٨) سورة يس الآية ٨.
(٩) الأصل واللسان ، وفي النهاية «عليه».