[٦١]
قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) الآية. [٢٠٧].
١٢٢ ـ قال سعيد بن المسيب : أقبل صُهَيْب مهاجراً نحو رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فاتبعه نفر من قريش من المشركين ، فنزل عن راحلته ونثر ما في كنانته وأخذ قوسه ثم قال : يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أَرْمَاكم رجلاً ، وأيم الله لا تَصِلُون إلي حتى أرمي بما في كنانتي ، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ، ثم افعلوا ما شئتم ، فقالوا : دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك ، وعَاهَدُوه إنْ دلهم أن يَدَعُوه ، ففعل. فلما قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : أبا يحيى ربح البيع ، ربح البيع ، وأنزل الله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ).
١٢٣ ـ وقال المفسرون : أخذ المشركون صهيباً فَعذبوه ، فقال لهم صهيب : إني شيخ كبير لا يضركم أمِنْكُمْ كنت أم من غيركم ، فهل لكم أن تأخذوا مالي وتَذَرُوني وديني؟ ففعلوا ذلك ، وكان قد شرط عليهم راحلة ونفقة ، فخرج إلى المدينة فتلقاه أبو بكر وعمر في رجال ، فقال له أبو بكر : ربح بيعك أبا يحيى ، فقال صهيب : وبيعك فلا يَخسر ما ذاك؟ فقال : أنزل الله فيك كذا ، وقرأ عليه هذه الآية.
١٢٤ ـ وقال الحسن : أتدرون فيمن نزلت هذه الآية في أن المسلم يلقى الكافر فيقول له : قل لا إله إلَّا الله ، فإذا قلتها عصمت مالك ودمك ، فأبى أن يقولها ، فقال المسلم : والله لأشرين نفسي لله ، فتقدم فقاتل حتى قتل.
__________________
[١٢٢] ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية. وأخرجه الحاكم (٣ / ٤٠٠) من طريق سعيد بن المسيب عن صهيب وصححه ووافقه الذهبي ولكن ليس فيه نزول الآية ، وذكره السيوطي في اللباب (ص ٣٩) وفي الدر (١ / ٢٤٠) للحارث بن أبي أسامة في مسنده وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب.
[١٢٣] أخرج الحاكم في المستدرك (٣ / ٣٩٨) من حديث أنس قصة إسلام صهيب وفيها سبب نزول الآية وقال : صحيح على شرط مسلم.
[١٢٤] مرسل ، أخرجه ابن جرير (٢ / ١٨٧)