قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ١ ]

    98/508
    *

    إِضافة العامّ إِلى الخاصّ ، وفيه تشبيه المعقول بالمحسوس والاستعارة وشبه التفويف وتقِيل أَي تُقِيم ، وقد يُقَيَّدُ بِطول النهار ، كالبيْتُوتَة بطُول الليل. بمكانه أَي الممدوح. وفي نسخة الأَصل : ويَقِيل بمكانهما. جنَّتان تثنية جَنَّة بالفتح. عن يمين وشِمال الجهتان المعروفتان ، وفي الفقرتين الجِناس التام إِن قُرِى‌ء الشمال فيهما بالفتح فقط أَو الكسر فقط ، لأَنهما لغتان في كلّ من الريح والجِهة ، وإِن ضبطت الجهة بالكسر والريح بالفتح على ما هو الأَفصح فالجناس محرَّف ، والاقتباس ظاهر ، قاله شيخنا. وتَشتملِ وفي نسخة الأَصل : يشتمل ، أَي يلتفّ. على مَناكِب جمع مَنكِب كمجلس ، وهو رأْس العضُد والكَتِف ، لأَنه يعتمد عليه. الآفاق أَرْدِيَةُ جمع رِدَاء ، ما يُرتَدَى به. عوَاطِفِه جمع عَاطِفة ، وهي الخَصلَة التي تَحمل الإِنسان على الشفقة والرحمة كالرَّحِم ونحوها. وتَسِيل طِلَاعَ بالكسر أَي مل‌ءَ. الأَرضِ وفي التوشيح : طِلَاعُ كلِّ شي‌ءٍ : مِلْؤُه. للإِرْفَاق بالكسر مصدر أَرفَقَ به إِذا نَفعه وأَعطاه وتلطَّف به ، وهذه اللفظة سقطت من نسخة الأَصل ، ونصها بعد الأَرض. أَوْدِيةُ جَمع وَادٍ. عَوارِفِه جمع عارفة وهي المعروف والعِطيَّة ، وفي الفقرتين استعارة مكنية ، وتخييلية وترشيح والترصيع والجناس اللاحق. وتَشمَلُ أَي تعُمُّ. رأْفتُه البلادَ والعباد ، وتَضْربُ دُون المِحَنِ بالكسر جمع مِحْنَة وهي البَلِيَّة والمُصِيبة أَي يحال دونها. والأَضدادِ جمع ضِدّ بالكسر ، هو المخالف والعَدُوُّ. الجُنَنَ جمع جُنَّة بالضم والتشديد وهي الوِقاية. والأَسْدَاد ونص عبارة الأَصل : ويضرب دون المحن الأَسْداد ، جمع سُدّ بالضم وهو الحاجز ، يعني أَن هذا الممدوح لعلوّ هِمته وكمال رأْفته يحول بين متعلقاته وبين المحن والبلايا والأَضداد والأَعداء بأَنواع الموانع والحجب التي تحفظهم من الآفات ، وفيه الترصيع والالتزام ، ومن قوله : تهب إِلى هنا كلها عبارة شرف إِيوان البيان المتقدم ذِكرُها. ولم يَسَع البليغَ مفعول مُقَدَّم وفاعله. سِوَى سُكُوتِ الحُوتِ بمُلتَطِمِ صيغة اسم فاعل من التطمت الأَمواج إِذا ضرب بعضها بعضاً. تَيَّار كشدّادٍ مَوْج. بِحارِ فوائِدِه يعني أَن البليغ غرق في تيّار بحر عطاياه المتلاطمة الأَمواج ، فلا يسعه إِلا السكوت ، كالحوت الذي امتلأَ فوه بالماء فلا يستطيع كلاماً لامتلاء فيه. ولم تَرْتَمِ افتعال من الرمْي. جَوَاري الزُّهْرِ أَراد بها النجوم الزاهرة من الجَوارِي الكُنَّس. في متعلق بترتم. البحرِ الأَخضرِ العظيم. إِلّا لِتُضَاهِيَ أَي تشابه وتشاكل. فرائدَ أَي شذور. قَلائِدِهِ والمعنى أَن الجواري الكنس الزاهرة لم ترتم في البحر العظيم أَي في وسطه مقابلةً للأُفق إِلا طلباً منها أَن تكون مشابهة للفرائد التي ينظمها في قلائد عطاياه ، وفيه الترصيع والالتزام والمبالغة وغيرها. بَحْرٌ أَي هو بحر أَي كالبحر ، فهو تشبيه بليغ عند الجمهور ، واستعارة عند السكَّاكي ، قاله شيخنا عَلى عُذُوبةِ أَي حلاوة. مائِه وفيه احتراس ، لأَنهم قرروا أَن الجواهر إِنما تستخرج من البحر الملح. تَملَأُ السَّفائنَ مفعول مقدم والفاعل. جَواهِرُه جمع جوهرة وهي كل حجر يستخرج منه شي‌ء ينتفع به ، وكثر استعماله في اللؤلؤ خاصّةً ، وفيه مراعاة النظير. وتُزْهَى مجهولاً أَي تفخر. بالجَوارِي المُنشَآتِ أَراد بها القصائد والأَمداح تعبر عنها كما تعبر عن الأَبكار يؤيده. مِن بَنَاتِ الخاطرِ لأَنها تتولد وتتكوّن من الخواطر. زَوَاخِرُه أَي مواد عطاياه التي هي كالبحر. بَرٌّ أَي هو برٌّ أورده على جهة التورية والإِيهام بما يقابل البحر لذكره في مقابلته. سَالَ أَي جرى ، وفيه إِيهام لطيف. طِلَاعَ الأَرضِ أَي مِلأها. أَوْدِيَة جُودِهِ أَي جوده الجاري كالأَوْدِيَة. ولم يَرْضَ أَي البر الذي سال جوده. للمُجْتَدِي أَي السائل. نَهْرا بفتح فسكون أَي منعاً وزجراً وطرداً ، امتثالاً لقوله تعالى : (وَأَمَّا السّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) (١). وطامِي أَي ممتلى‌ء. عُبَاب بالضم مُعظم السيل ، وسيأْتي. الكَرَم أَي الجود. يُجَارِي أَي يبارِي. نَدَاهُ عطاؤُه. الرَّافِدَيْنِ تثنية رافِد ، وهما دِجْلة والفُرات. وبَهْراً بفتح فسكون أَي ويَبْهرهما بَهْراً ، أَي يغلبهما. وجعل قاضي كجرات الرافدين جمع رافد ، وهو غلط ، ويجوز أَن يقال إن بهراً معناه تعساً وقُبحاً ، يقال بَهْراً له ، ردّاً لما يُتَوَهَّمُ بالسكوت من أَنهما يَقدِرانِ على المجاراة ، لأَنها تكون من الطرفين ، فتدارك ذلك الإِيهام ، يعني أَن نداه يجارِي الرافدينِ أَي دجلة والفرات ، ويقال لهما بَهْراً لكما ، أَي تعساً ، كيف تقدران على المجاراة ، قاله شيخنا ، وفيه الجناس المصحف. خِضَمٌّ بكسر ففتح فتشديد أَي هو ، خِضمّ ، وهو السيّد الحَمول الكثيرُ العطاءِ ، كما سيأْتي. لا يبلُغ كُنْهَهُ بالضم أَي حَقيقته. المتعَمِّق أَي المتنطَّع

    __________________

    (١) سورة الضحى الآية ١٠.