قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ١ ]

    350/508
    *

    رَوْضِهِ : سُمِّيَتْ جَبُوباً لأَنّها تُجَبُّ أَي تُحْفَرُ ، أَو تَجُبُّ مَنْ يُدْفَنُ فيها ، أَي تَقْطَعُهُ ، ثم قال شيخُنَا ، ومنه قيل : جَبَّانٌ وجَبَّانَةٌ للأَرْضِ التي يُدْفَنُ بِهَا المَوْتَى ، وهي فَعْلَانٌ من الجَبِّ والجَبُوب قاله الخَلِيلُ ، وغَيْرُه جَعَلَهُ فَعَّالاً من الجُبْنِ ، أَوْ وَجْهُهَا ومَتْنُهَا من سَهْلٍ أَو حَزْن أَو جَبَلٍ ، قاله ابن شُمَيل ، وبه صَدَّرَ في لسان العرب أَو غَلِيظُهَا ، نقله القُتَيْبِيُّ عن الأَصمعيِّ ، ففي حديث عَليٍّ : «رَأَيْتُ النبيَّ (١) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يُصَلِّي ويَسْجُدُ (٢) عَلَى الجَبُوبِ» قال ابن الأَعرابيّ : الجَبُوب الأَرْضُ الصُّلْبَةُ أَو الغَلِيظَةُ من الصَّخْرِ ، لا من الطِّينِ أَو الجَبُوبُ التُّرَابُ (٣) ، قاله اللِّحْيَانيّ ، وعَدَّهَا العسْكَرِيُّ من جُمْلَةِ أَسْمَاءِ التُّرَابِ ، وأَمَّا قولُ امرى‌ء القيس :

    فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِهَا

    وأَبِيتُ مُرْتَفِقاً عَلَى رَحْلِي

    فيحتمل هذا كلّه.

    والجَبوبُ : حِصْنٌ باليَمَن والمَشْهُور الآنَ عَلى أَلسِنة أَهلها ضَمُّ الأَوّل كما سمعتُهم ، و : ع بالمَدِينَةِ المنورة ، على ساكنها أَفضلُ الصلاة والسلام و : ع ببَدْرٍ ، وكأَنَّهُ أُخِذَ من الحَدِيث : «أَنَّ رَجُلاً مَرَّ بجَبُوبِ بَدْرٍ فإِذا رَجُلٌ أَبْيَضُ رَضْرَاضٌ».

    والجَبُوبَةُ بهاءٍ : المَدَرَةُ ، مُحَرَّكَةً ، ويقال لِلْمَدَرَةِ (٤) الغَلِيظَةِ تُقْلَعُ من وَجْهِ الأَرْضِ : جَبُوبٌ : وعن ابن الأَعْرَابِيّ : الجَبُوبُ : المَدَرُ المُفَتَّتُ ، وفي الحديث : «أَنَّه تَنَاوَلَ جَبُوبَةً فَتَفَلَ فِيهَا» ، وفي حديث عُمَرَ : «سَأَلَهُ رَجُلٌ فقالَ : «عَنَّتْ لِي عِكْرِشَةٌ فشنَقْتُها (٥) بجبُوبَةٍ» أَي رَمَيْتُهَا حتى كَفَّتْ عن العَدْوِ ، وفي حديث أَبِي أَمَامَةَ قال : لَمَّا وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في القَبْرِ طَفِقَ يَطْرَحُ إِليهمُ الجَبُوبَ وَيَقُولُ : سُدُّوا الفُرَجَ» ، وقال أَبُو خِرَاشٍ يَصِفُ عُقَاباً أَصَابَ صَيْداً.

    رَأَتْ قَنصَاً عَلَى فَوْتٍ فَضَمَّتْ

    إِلى حَيْزُومِهَا رِيشاً رَطِيبَا

    فَلَاقَتْهُ بِبَلْقَعَة بَرَاحٍ

    تُصَادمُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ الجَبُوبَا

    والأَجَبُّ : الفَرْجُ مِثْلُ الأَجَمِّ ، نقله الصَّاغانيُّ.

    وجُبَابَةُ السَّعْدِيُّ ، كثُمَامَة : شَاعِرٌ لِصٌّ مِنْ لُصُوصِ العَرَبِ ، نقله الصاغانيُّ والحافظُ.

    وجُبَيْبٌ كزُبَيْر : صَحَابِيّ فَرْدُ ، هو جُبَيْبُ بنُ الحَارِثِ ، قالت عائشة إِنه قال : يا رسول الله ، إِني مِقْرَافٌ للذُّنوب.

    وجُبَيْبٌ أَيضاً : وادٍ بِأَجَأَ من بلاد طيِّئٍ.

    وجُبَيْبٌ : وادٍ بكَحَلَةَ (٦) مُحَرَّكَةً : ماءٍ لِجُشَمَ.

    وجُبَّي بالضَّمِّ والتشديد والقَصْر كُورَةٌ بخُوزِسْتَانَ ، منها الإِمَامُ أَبو عَلِيّ المُتَكَلِّمُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ صَاحِبُ مَقَالاتِ المُعْتَزِلَةِ وابْنُه الإِمَامُ أَبُو هَاشِم (٧) تُوُفِّيَ سنةَ إِحدى وعِشْرِينَ [وثلاثمائة] (٨) ببغدادَ وهما شيخَا الاعتزالِ بعد الثلاثمائة وجُبَّى : ة بالنَّهْرَوَانِ ، منها أَبُو محمدِ بنِ عليِّ بنِ حَمَّادٍ المُقْرِئُ الضَّريرُ ، وهو بِعينِه دَعْوَانُ بنُ عليِّ بنِ حمّادٍ فهو مُكَرَّرٌ مع ما قبلَهُ ، فليُتأَمَّل وجُبَّى : ة قُرْبَ هِيتَ ، منها محمدُ بن أَبِي العِزِّ ويقال في هذه القرية أَيضاً الجُبَّةُ والنسبة إِليها الجُبِّيُّ ، كما حققه الحافظُ ونسبَ إِليها أَبَا فِرَاسٍ عُبَيْدَ الله بن شِبْلِ بنِ جَمِيلِ بن مَحْفُوظٍ الهِيتِيَّ الجُبِّيَّ ، له تصانيف ومات سنة ٦٥٨ وابنُه أَبو الفَضْلِ عبدُ الرحمن كان شيخ رِبَاط العميد ، مات سنة ٦٧١ وجُبَّي : ة قربَ بَعْقُوبَا بفتح الموحدة مقصورةً قَصَبَةٍ بطريق خُرَاسَانَ بينها وبين بغدادَ عشرَةُ فراسِخَ ، ويقال فيها : بَا بَعْقُوبا ، كذا في المراصد واللُّبّ ، ولم يذكرهُ المؤلّفُ في مَحَلّه. قلت : وهذه القَريةُ تُعرَف بالجُبَّةِ أَيضاً ، وقال الحافظُ : هي بخراسان ، واقتصر عليه ولم يذكرُ جُبَّى كما ذَكَره المصنف ، وإِليها نُسبَ المباركُ بن محمدٍ السُّلَمِيّ الذي تقدّم ذِكرُه وكذا أَبو الحُسَيْن الجُبِّيُّ شيخُ الأَهْوَازِيّ الآتي ذِكْرُه.

    وَبَقِيَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ مُوسى بنِ الضَّبِّيِّ

    __________________

    (١) اللسان والنهاية : المصطفى.

    (٢) كذا بالأصل والنهاية ، وفي اللسان : أو يسجد.

    (٣) في القاموس : والتراب.

    (٤) بالأصل «للمدر الغليظة» وما أثبتناه عن اللسان.

    (٥) عن النهاية ، وبالأصل «فشققتها» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله عكرشة هي أنثى الأرانب وقوله فشققتها كذا بخطه وبالنسخ والذي في ابن الأثير في مادة ش ن ق فشنقتها بجبوبة أي رميتها حتى كفت عن العدو. اه وهو الصواب».

    (٦) في أصل القاموس : بكَحْلَة.

    (٧) واسمه عبد السلام.

    (٨) عن تاريخ بغداد.