أَرَادَ
شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
) ، وإمّا هي تشريعيّة كقوله تعالى : ( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ
بِكُمُ الْعُسْرَ ) .
فالإرادة ، تارةً تكوينيّة ، وأُخرى
تشريعيّة ، وكلا القسمين واردان في القرآن الكريم ، ولله سبحانه وتعالى إرادة
تكوينيّة وإرادة تشريعيّة ، ولا خلاف في هذه الناحية أيضاً.
لكن المراد من « الإرادة » في الآية لا
يمكن أن يكون إلاّ الإرادة التكوينيّة ، لأن الإرادة التشريعيّة لا تختص بأهل
البيت ، سواء كان المراد من أهل البيت هم الأربعة الأطهار ، أو غيرهم أيضاً ، الإرادة
التشريعيّة لا تختصّ بأحد دون أحد ، الإرادة التشريعيّة يعني ما يريد الله سبحانه
وتعالى أن يفعله المكلَّف ، أو يريد أن لا يفعله المكلّف ، هذه الإرادة التشريعيّة
، أي الأحكام ، الأحكام عامّة تعم جميع المكلّفين ، لا معنى لأن تكون الإرادة هنا تشريعيّة
ومختصّة بأهل البيت أو غير أهل البيت كائناً من كان المراد من أهل البيت في هذه الآية
المباركة ، إذ ليس هناك تشريعان ، تشريع يختصّ بأهل البيت في هذه الآية وتشريع
يكون لسائر المسلمين المكلّفين ، فالإرادة هنا تكون تكوينيّة لا محالة.
__________________