التوبة عنها يؤدي إلى إحاطة السيئة بالانسان ، وبالنتيجة تحيط بقلبه وتجعله سواداً وينطفيء نور الايمان في قلبه ، فلايرجع إلى طريق الهداية ، كما يشير إليه ماروي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء ، فاذا أذنب ذنباً خرج في النكتة نكتة سوداء ، فان تاب ذهب ذلك السواد ، وإن تمادي في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض ، فاذا تغطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً ، وهو قول الله عزوجل :( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ). ١
ذهب بعضهم إلى أن الاستثناء من الخلود في بعض الآيات القرآنية وتقييده بمشيئة الله تعالى دالّ على عدم أبديته وانقطاعه ، ٢ كما في قوله تعالى : ( فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ) ٣ وقوله تعالى : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) ٤ وقال البعض الآخر : الاستثناء هنا استثناء من مدة عقابهم ، فذلك يدلّ على زوال ذلك العذاب في وقت هذا الاستثناء. ٥
________________
١. محمد بن يعقوب الكليني ، اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٣ ؛ محمد باقر المجلسي ، بحار الانوار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣٢ ؛ وراجع : صدر الدين الشيرازي ، تفسير القرآن الكريم ، ج ٥ ، ص ٢٩١ ومكارم الشيرازي ، پيام قرآن ، ج ٦ ، ص ٤٩٣.
٢. راجع : حادي الارواح ، ج ٢٥٧ والدكتور محمد صادقي ، تفسير الفرقان ، ج ٣٠ ، ص ٤٧ ؛ ج ١٥ ، ص ١٣٩.
٣. هود ، ١٠٥ ـ ١٠٧. |
٤. الأنعام ، ١٢٨. |
٥. راجع : تفسير الكبير ، ج ١٧ ، ص ٦٣.