أقول : وقد تقدم ما يتضح به ما في هذه الأخبار من خصوصيات التفسير.
وفيه ، عن عبيد بن زرارة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ » ـ قال : ترك العمل الذي أقربه ، من ذلك أن يترك الصلاة من غير سقم ولا شغل.
أقول : وقد سمى الله تعالى الصلاة إيمانا في قوله : « وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ » ( البقرة : ١٤٣ ) ولعله عليهالسلام خصها بالذكر لذلك.
وفي تفسير القمي ، قال عليهالسلام : من آمن ثم أطاع أهل الشرك وفي البصائر ، عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله تبارك وتعالى : « وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ـ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ » ـ قال : تفسيرها في بطن القرآن : ومن يكفر بولاية علي. وعلي هو الإيمان.
أقول : هو من البطن المقابل للظهر بالمعنى الذي بيناه في الكلام على المحكم والمتشابه في الجزء الثالث من الكتاب ويمكن أن يكون من الجري والتطبيق على المصداق ، وقد سمى رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام إيمانا حينما برز إلى عمرو بن عبد ود يوم الخندق حيث قال صلىاللهعليهوآله : « برز الإيمان كله إلى الكفر كله ».
وفي هذا المعنى بعض روايات أخر
* * *
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ