لا بل عباد الله المكرمون يطعمون الطعام
، ويمدوا يد المساعدة لا لشيء بل لوجه الله تعالى ، وابتغاء لمرضاته.
فهم يقومون بذلك بنفس طيبة لحب الله ،
وفي ذات الله.
(
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ
لِوَجْهِ اللهِ ).
ان الغاية من الانفاق عند هؤلاء هي
التقرب إلى الله جلّت عظمته ، والعبودية لذاته المقدسة ، وان ما يقدمه الفرد منهم إنما هو شوقاً إلى الخير ، وتشوقاً لله عز وجل ، فلا يشركون معه أحداً في أعمالهم التي من ورائها النفع.
فلا سمعة ، ولا مفاخرة ، ولا جزاء ، ولا
شكوراً.
هذه الامور هي التي تبعد الانسان من
الواقع الخالص بما هو واقع ، وتفقده نشوة الانصهار ، والفناء في حب الخالق.
(
لا نُرِيدُ
مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا
).
الجزاء ، والمعاوضة هي عملية تجارية
يتوخى المعطي بازاء ما يقدم شيئاً يريد وصوله إليه ليكون ذلك عوضاً عن هذا.
وآل بيت محمد (ص) هم أرفع من أن تجلبهم
البهارج الدنيوية ، أو تنعشهم الألقاب الفارغة ، أو الاحاديث المعسولة بالمديح ليكيل المادح أمامهم من البيان أعذبه بل يريدون من وراء كل ذلك وجه الله ، والقرب منه لأنه أهل للعبادة ، والخشوع.
يقول الرازي عند تفسيره لهذه الآية
الكريمة :
والواحدي من أصحابنا ذكر أنها نزلت في
حق علي (ع).
وصاحب الكشاف ذكر : « أنه روي عن ابن
عباس ان الحسن والحسين ( عليهما السلام ) مرضا فعادهما رسول الله (ص) في أناس معه