نهض عليّ الى ساقية قريبة وراح يتوضأ ، أشاعت
برودة الماء السلام في روحه؛ وأدرك الشيخان ان « عليّاً » قد حزم أمره ، فغادرا
المكان وقفلا عائدين.
كان النبيّ جالسا في حجرة ام سلمة ، وكان
عبير الوحي يطوف في سماء المكان.
ارتفعت طرقات على الباب .. وهتفت ام
سلمة :
ـ من الطارق؟
قال النبي وقد عرفه :
ـ افتحي له .. هذا رجل يحبّه الله
ورسوله.
فتحت امّ سلمة الباب ... وتريث « الطارق
» ريثما تعود « امّ المؤمنين » إلى خدرها :
ـ السلام على رسول الله.
ـ وعليك السلام يا أبا الحسن.
جلس ربيب النبيّ مطرقاً .. تلألأت حبّات
عرق فوق جبينه الواسع .. كلمات تطوف في أعماقه .. وقد انتصب الحياء سدّاً كصخرة
صماء تقطع تدفق الساقية.
أدرك النبيّ ما يموج في أعماق عليّ ، فقال
والبسمة تطفح فوق وجهه :