ثمّ قال ابن مالك : (ثمّ لليلة خلت ، ثمّ لليلتين خلتا ، ثمّ لثلاث خلون .. وهكذا إلى العشرة ، ثمّ لإحدى عشرة خلت ، وهكذا إلى النصف من كذا).
قال الدمامينيّ : (والتعبير مع الثلاث إلى العشر بـ (خلون) ، ومع ما فوقها إلى النصف بـ (خلت) ، إنّما هو على سبيل الأولويّة ، ولك أن تقول : لثلاث خلت ، ولإحدى عشرة خلون. وإنّما كان الأوّل أولى ؛ لما قرّروه في الجمع المكسّر لغير الجمع العاقل أنه يعاد على سبيل الأولويّة ضمير الجمع إن كان جمع قلّة وضمير المفرد إن كان الجمع جمع كثرة ، فالأجذاع انكسرن ، أولى من انكسرت ، والجذوع انكسرت أولى من انكسرن.
وعلّله بعضهم بأنّك لو صرّحت بعدد القلّة من ثلاثة إلى عشرة كان مميّزه جمعاً نحو : ثلاثة أجذاع ، فتعيد عليه ضمير الجمع ، ولو صرّحت بعدد الكثرة أي ما فوق العشرة لكان مميّزه مفرداً نحو : ثلاثة عشر جذعاً ، فتعيد عليه ضمير المفرد ، ولا يخفاك ما فيه) ، انتهى كلام الدماميني.
قلت : لعلّه أشار إلى أن هذا التعليل لا يتمّ إلّا على القول بأنّ مبدأ عدد الكثرة ما فوق العشرة ، أمّا على القول باشتراك الجمعين في البداية ، و [أنهما (١)] يختلفان في النهاية كما هو قول المحقّقين فلا يتم.
ثمّ قال ابن مالك : (وهو يعني النصف من كذا أجود من نحو : خمس عشرة خلت ، أو بقيت ، ثمّ لأربع عشرة بقيت).
قال الدمامينيّ : (وبعضهم يقول : لستّ عشرة مضت ، فيؤرّخ بما مضى لتحقّقه ، وبعضهم يؤرّخ بالأقلّ ممّا مضى وممّا بقي).
ثمّ قال ابن مالك : (إلى عشر بقين إلى ليلة بقيت).
قال الدمامينيّ : (وهذا يقال في ليلة التاسع والعشرين وفي يومها ، والمعنى : لاستقبال ليلة بقيت).
__________________
(١) في المخطوط : (انما).