اشتغال نائرة غلبة
جنود الافغان ، واستيصال سلسلة الصفوية بظلم اولئك النواصب في تلك البلدة فوق حد
البيان.
فان تفصيل ذلك بناء على ما ذكره بعض
المعتمدين الحاضرين في تلك المعارك ، ان بعد طول ازمنة محاصرتهم البلدة على النحو
الذي اشير اليه في ذيل ترجمة مولانا اسماعيل الخواجوئي ، وسيدنا الامير محمد حسين
الحسيني الخاتون آبادي رحمة الله عليهما.
وانتهاء الامر الى الجاء اهل البلدة الى
التسليم والتمكين من اولئك الملاعين ، وفتح باب المدينة على وجوه تلك الكفرة بدون
المضايقة بمقدار حين دخلها اميرهم المردود المسمى بسلطان محمود مع جميع الاتباع
والجنود ، وجلس على سرير السلطنة فيها بمحض وروده الغير المسعود ، في حدود سنة
ثلاث وثلاثين بعد المائة. وقيل : سنة ست وثلاثين بعد المائة.
ثم امر فيها باهلاك جماعة من عظماء تلك
الدولة العلية ، وكبراء الفرقة الصفوية ، بعد حكمه بحبس سلطانهم الشهيد المظلوم
الشاه سلطان حسين بن الشاه سليمان المبرور المرحوم ، وهم كانوا اربعة من اخوانه
العظام ، واربعة وعشرين من اولاده المنتجبين الفخام ، وذلك في اواخر جمادي الاولى
من شهور سنة السبع والثلاثين التي هي بعينها سنة وفاة مولانا الفاضل المعظم عليه
الرحمة.
ثم امر بعد ذلك بقتل ستة افاخم من اركان
الدولة وذروي اسمائهم الذين كانوا من ارباب الصولة ، وهم صائمون متعبدون في اليوم
السابع والعشرين من شهر رمضان عين تلك السنة ، مصادفا لثالث يوم وفاة مولانا
الفاضل عليه الرحمة ، وكان نفس السلطان الممتحن باقيا بعد ذلك في حبس اولئك الى
زمن جلوس طاغيتهم الثاني الباني للبارة المرتفعة المشهورة في البلدة ، وهو الاشرف
سلطان الذي كان اولا في زي الملازمين لركاب محمودهم المردود.
الى ان ابتلاه الله الملك القهار بعقوبة
ما فعله بأولئك السادة الرفيعة المقدار