المهملة.
نحاس : الغافقي : هو أنواع ثلاثة ، فمنه أحمر إلى الصفرة ومعادنه بقبرس وهو أفضله ومنه أحمر ناصع وأحمر إلى السواد ، فأما ما تدخله الصنعة فالأصفر وهو أنواع فمنه الطالقون والنحاس ، وإذا أحرق كان منه الروسختج وحذر الحكماء من الأكل في آنية النحاس والشرب فيها ، وخاصة ما كان فيه حلاوة أو حموضة أو دسومة ، وقد يعرض عن الشرب في آنية النحاس ومن إدمان ذلك داء الفيل والسرطان والناخس ووجع الكبد والطحال وفساد المزاج وقد تسحق الأكحال النافعة في صلاية من نحاس بفهر منه فتكون موافقة لغلظ الأجفان والجرب وتقوي العين وتجفف رطوبتها وتحد البصر.
نحاس محرق : هو الروسختج. ديسقوريدوس في الخامسة : الجيد منه الأحمر الشبيه في سحقه بلون الجوهر المعدني الذي يقال له فنياري ، والمحرق الذي لونه أسود فإنه قد أحرق أكثر مما ينبغي ، وقد يتخذ المحرق من المسامير التي تخرج من بعض السفن وهو أن يؤخذ من الكبريت جزء ، ومثله من الملح ويذر في قدر من طين ويوضع عليه ساف من المسامير ويذر عليه الكبريت والملح أيضا ويجعل عليه ساف من المسامير ولا يزال يفعل ذلك إلى أن يكتفي به ويلزق على القدر وعليها غطاء من طين فخار ويصير في أتون الفخار وينزل حتى ينضج القدر ، ومن الناس من يذر في القدر الشب مكان الكبريت ومنهم من يحرق النحاس من غير ذلك ويدعه في الأتون أياما كثيرة ، ومن الناس من يستعمل الكبريت وحده إلا أنه يكون أسود ، ومنهم من يلطخ المسامير بالكبريت والشب والخلّ ويحرقها في قدر من طين ، ومنهم من يصير المسامير في قدر من نحاس ويرش على المسامير خلا ويحرقها وبعد حرقها مرة يرش عليها الخلّ ثانية ، ثم تحرق أيضا ويفعل به ذلك فإذا كان ذلك رفع ، وأجود ما يكون من النحاس المحرق ما كان من المدينة التي يقال لها صف وبعده القبرسي وهو يقبض ويجفف ويلطف ويشدّ ويجذب وينقي القروح ويدملها ويجلو العين وينقص غشاوتها (١) وينفع القروح الخبيثة ويمنعها من الإنتشار ، وإذا شرب بالشراب الذي يقال له أدرومالي ولعق بالعسل أو تحنك به هيج القيء وقد يغسل ، كالقليميا بأن يبدل ماؤه أربع مرات إلى أن لا يطفو عليه شيء من الوسخ.
نحام : هو من طيور الماء. ابن ماسويه : لحمه من أكرم لحوم الطير وأفضلها وهو حار دسم ويشدّ العظام ويقوي اللحم وينشط للطعام ويزيد في الماء ويصلح الجسم كله.
نخالة : جالينوس : هي أقل حرارة وأكثر يبسا عند إضافتها إلى لباب الحنطة ، وقال في كتاب طيماوس ٢ قوّتها كقوّة الكرسنة وكجلائه. ديسقوريدوس في الثانية : إذا طبخت نخالة الحنطة بخل ثقيف وضمد بها مسخنة قلعت الجرب المتقرح وهي ضماد نافع من الأورام الحارة في ابتدائها والمطبوخة بالشراب تسكن أورام الثدي ضمادا وكذا المعقد فيها اللبن وتوافق لسعة الأفعى والمغص. عيسى بن ماسه : تجلو جلاء كثيرا وتسخن إسخانا يسيرا وماؤها يجلو الصدر جلاء معتدلا ويلين الطبع. التجربيين : ماء النخالة المطبوخ حسوا ينفع من خشونة الصدر ومن السعال في جميع أوقاته ويسهل النفث وإذا طبخت الأحساء المسمنة بماء النخالة قوي فعلها والنخالة نفسها إذا طبخ فيها ورق الفجل وضمد بها لسعة العقرب سكن وجعها وكذا بالماء وحدها. غيره : والنخالة إذا نقعت بالخلّ ووضعت على الجمر واستنشق دخانها نفع من
__________________
١) نخ اللحم الزائد.
٢) (قوله : قوّتها الخ) في نسخة كما بهامش أن قوة النخالة مثل دقيق الكرسنة في قوته وفي الجلاء دقيق الكرسنة أجلى من دقيق الشعير.