وتندرج في هذا النحو لفظة سيّد ، فالربّ هو سيّد السادات ، والنبيّ صلىاللهعليهوآله سيّد الأنبياء والمرسلين والخلق أجمعين ، والإمام عليهالسلام سيّد الوصيين ، وبهذا يكون سيّد ما دون ذلك من الجنّ والإنس.
أمّا لفظة ربّ العالمين أو الربّ إذا وردت هكذا بالألف واللام مطلقة من غير إضافة تقيدها ، فلا يراد بها إلاّ الله تعالى من حيث الاسم الجامع للربوبية ، ولا تشترك.
اجتمعت لدينا ثلاث لفظات ، اثنتان مشتركة وواحدة متفرّدة ، ومقابل هذه الثلاثة لا نجد إلاّ لفظة عبد التي تكون بهذا من المشترك أيضاً.
وفي هذا الشأن أرى أنّ أفضل طريقة لمعرفة دلالة لفظة ما هي ، من خلال النظر في أضدادها الواردة في نفس السياقات النصّية.
فلا نجد في مقابل مولى أو السيّد إلاّ لفظة عبد نفسها ، على أن تجمع على عبيد وليس عباد.
فورد في المناجات : ( فنعم المولى أنت يا سيّدي ، وبئس العبد أنا ) (١).
وفي دعاء ختم القرآن : ( فقد يعفو المولى عن عبده ، وهو غير راض عنه ) (٢).
وفي مناجات أُخرى : ( مولاي يا مولاي أنت المولى وأنا العبد ، وهل يرحم العبد إلاّ المولى ، مولاي يا مولاي أنت المالك وأنا المملوك ، وهل يرحم المملوك إلاّ المالك ) (٣).
وبذلك المعنى ـ أي عبد مقابل سيّد أو مولى ـ ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، فعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ( جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : يا أمير المؤمنين متى كان ربّك؟
____________
١ ـ الكافي ٢ / ٥٩٤.
٢ ـ إقبال الأعمال ١ / ٤٥٤.
٣ ـ المزار الكبير : ١٧٤.