وقد ورد عن الإمام زين العابدين (عليه
السلام) : الزهد عشرة أجزاء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الورع ، وأعلى درجات
الورع أدنى درجات اليقين ، وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضا ... ».
وأمّا ثمرات الزهد وآثاره في حياة
المؤمن ولا سيّما طالب العلم فأوّلها :
الحكمة والعلم المبارك النافع ،
والمخزون في القلوب والنفوس من لدن حكيم عليم.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)
لأبي ذرّ : « يا أبا ذرّ ، ما زهد عبدٌ في الدنيا إلاّ انبت الله الحكمة في قلبه
وأنطق بها لسانه ، ويبصّره عيوب الدنيا وداءها ودواءها ، وأخرجه منها سالماً إلى
دار السلام ».
« من يرغب في الدنيا فطال فيها أمله
أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها ، ومن زهد فيها فقصر فيها أمله أعطاه الله
علماً بغير تعلّم ، وهدىً بغير هداية ، وأذهب عنه العماء وجعله بصيراً ».
« يا أبا ذرّ : إذا رأيت أخاك قد زهد في
الدنيا فاستمع منه ، فإنّه يلقى الحكمة ».
يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :
« من زهد في الدنيا ولم يجزع من ذلّها ، ولم ينافس في عزّها هداه الله بغير هداية
من مخلوق ، وعلّمه بغير تعليم ، وأثبت الله الحكمة في صدره وأجراها على لسانه ».
ومن ثمرات الزهد شرح الصدر ، فقد قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله تعالى : (أفَمَنْ شَرَحَ اللهُ
صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلى نُور مِنْهِ) ، إنّ النور إذا وقع في القلب انفسخ له
وانشرح. قالوا : يا رسول الله ، فهل لذلك علامة يعرف بها؟ قال : التجافي عن دار
الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل نزول الموت.