والقدرة ، فإمّا أن
يكون كفوراً ، وكان جهولا عجولا ، وإمّا أن يكون شاكراً عالماً صبوراً.
وقد أتمّ الله الحجّة عليه ، بحجّة
ظاهرية ، وهم الأنبياء والكتب السماوية والعلماء الصالحين ، وبحجّة باطنية وهو
العقل والفطرة :
(وَللهِ الحُجَّةُ
البالِغَةُ)
.
فبعث الله (١٢٤) ألف نبيّ ـ كما جاء في
رواياتنا ـ لهداية الإنسان وتربيته ، وليقيموا بين الناس بالقسط ، وليخرجونهم من
الظلمات إلى النور.
فأوّل الأنبياء آدم أبو البشر (عليه
السلام) ، وآخرهم خاتم النبيّين وسيّد المرسلين محمّد (صلى الله عليه وآله).
فجاء بدين الإسلام الحنيف للناس كافّة ،
إلى يوم القيامة :
(لِيُظْهِرَهُ عَلى
الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكونَ) .
والإسلام إنّما هو مجموعة قوانين إلهيّة
ـ اُصول وفروع ـ وضعها الله سبحانه لسعادة الإنسان ، وتعديل وتنظيم حياته الفردية
والاجتماعية في كلّ المجالات والميادين ، إلاّ أنّ الطابع العامّ على الإسلام أنّه
مدرسة أخلاقية وجامعة تربويّة ، فإنّ حدود الإسلام هي مكارم الأخلاق ، حيث حدّده
النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) بفلسفة بعثته في قوله : « بُعثت لاُتمّم مكارم
الأخلاق » ، وبهذا حدّد حقيقة الإسلام والاُمّة المسلمة. فالإسلام مدرسة (مكارم
الأخلاق) ، وجهاده الأكبر جهاد النفس الأمّارة بالسوء ، والعالم بالله العارف
بدينه هو المحور في ساحة الجهاد الأكبر وعليه تدور رحاها ، فالعلماء والصلحاء
إنّما تشكّل سيرتهم امتداداً حقيقياً لصاحب الخلق