هذا وقد قلب القوم ـ وعداوةً للإمام علي ـ روايات سد الأبواب إلّا باب علي إلى أنه صلىاللهعليهوآله سد الأبواب إلّا خوخة أبي بكر. (١)
قال الشيخ الأميني ـ وبعد ذكره كلاماً مفصلاً عن حديث سد الأبواب وخوخة أبي بكر ـ إنّ الأخذ بمجامع هذه الأحاديث يُعطي خُبْراً بأن سدّ الأبواب الشارعة في المسجد كان لتطهيره عن الأدناس الظاهرية والمعنوية ، فلا يمر به أحد جنباً ، ولا يجنب فيه أحد.
وأمّا ترك بابه صلىاللهعليهوآله وباب أمير المؤمنين فلطهارتهما عن كل رجس ودنس بنص آية التطهير ، حتى أن الجنابةَ لا تحدث فيهما من الخبث المعنوي ما تحدث في غيرهما ، كما يعطي ذلك التنظير بمسجد موسى الذي سأل ربّه أن يطهره لهارون وذريته ، أو أن ربّه أمره أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلّا هو وهارون ، وليس المراد تطهيره من الأخباث فحسب فإنّه حكم كل مسجد.
ويعطيك خبراً بما ذكرنا ما مر من الأحاديث من أن أمير المؤمنين عليهالسلام كان يدخل المسجد وهو جنب (٢) وربما مرّ وهو جنب (٣) وكان يدخل ويخرج منه وهو جنب ، وما ورد عن أبي سعيد الخدري من قوله صلىاللهعليهوآله : لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك. (٤)
وقوله : ألا إنّ مسجدي حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من
_______________________________________
١. صحيح البخاري ٤ : ٢٥٤ ، صحيح مسلم ٧ : ١٠٨ ، مسند أحمد ١ : ٢٧٠ ، وقال ابن الجوزي في الموضوعات ١ : ٣٦٧ : فقد روى بعض المتحذلقين في حديث أبي بكر زيادة لا تصح.
٢. لحديث عبدالله بن عباس أخرجه النسائي في الخصائص : ٧٦ ، فتح الباري ٧ : ١٢ وقال رجاله ثقات ، إرشاد الساري ٦ : ٨٩١ عن أحمد والنسائي ووثق رجاله. وهو في كتاب السنة لأبي عاصم : ٥٨٩.
٣. مجمع الزوائد ٩ : ١١٥ ، فتح الباري ٧ : ١٣ والطبراني في الكبير ٢ : ٢٤٦ عن إبراهيم بن نائلة الأصبهاني عن إسماعيل بن عمرو البجلي عن ناصح عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة.
٤. سنن الترمذي ٥ : ٣٠٣ / ٣٨١١ ، السنن الكبرى للبيهقي ٧ : ٦٦.