الأحداث العامة ، ولم
يجد الزبير أفضل من فرصة يوم الدار ، يوم محاصرة عثمان تأليب الثوار عليه ، منضما
بذلك إلى الحركة الثورية التي قررت إيقاف انتهاكات عثمان الدينية والاجتماعية وحتى
السياسية ، فرأى الزبير أن مناورة الانضمام إلى الثوار ستعطيه فرصة سياسية ناجحة ،
يستغلها من أجل تثبيت موطئ قدم له. وكان حليفه طلحة كذلك ، وكان طلحة شديدا على
عثمان حتى قال عثمان : اللهم اكفني طلحة بن عبيدالله فإنه حمل عليّ هؤلاء وألبهم ،
والله إني لأرجو أن يكون منها صفرا ، وأن يسفك دمه ... .
كتاب طلحة والزبير
في تحريض المسلمين على قتل عثمان
بل كان الزبير يعمل على قتل عثمان ، ولعل
في ذلك أمنيته في انحياز الأمر إليه ، وهو ما كشفه الأشتر حين قرأ كتابه وكتاب
طلحة في التحريض على قتل عثمان ، قال ابن قتيبة الدينوري : إن الأشتر قال لطلحة
والزبير بعدما تظاهرا بعدم الرضا عن قتل عثمان ، وبعثوا إلى الأشتر في الكف عن
محاصرته قال : تبعثون إلينا وجاءنا رسولكم بكتابكم وهاهو ذا ، فأخرج كتابا فيه : «بسم
الله الرحمن الرحيم ، من المهاجرين الأولين وبقية الشورى ، إلى من بمصر من الصحابة
والتابعين ، أما بعد : أن تعالوا إلينا وتداركوا خلافة رسول الله قبل أن يسلبها
أهلها ، فإن كتاب الله قد بدل ، وسنة رسول الله قد غيرت ، وأحكام الخليفتين قد
بدلت. فننشد الله من قرأ كتابنا من بقية أصحاب رسول الله والتابعين بإحسان إلا
أقبل إلينا ، وأخذ الحق لنا وأعطاناه ، فأقبلوا إلينا إن كنتم تؤمنون بالله واليوم
الآخر ، وأقيموا الحق على المنهاج الواضح الذي فارقتم عليه نبيكم ، وفارقكم عليه
الخلفاء. غلبنا على حقنا
__________________