كلام رسول الله ـ العياذ
بالله ـ.
وأنت تعرف أن هناك فرق واضح بين الأمرين
، فكلام الرسول ليس يشبه كلام الرهبان في شيء ، فكلام الرسول هو المبين لأحكام الله ، أما كلام الرهبان وموقفهم فهم الذين حرفوا كلام الله.
أما التعليل الثاني ، وهو الخوف من
الاختلاط بالقرآن ، فهو الآخر باطل ، لأن الأسلوب القرآني يختلف عن الأسلوب الحديثي ، لأن الحديث ما هو إلاّ توضيح وتفسير لكلام الله وما أراده الوحي ، ولم يلحظ فيه الجانب البلاغي بقدر ما لوحظ الجانب التفسيري وأُريد منه ، فحمل أحد الأمرين على الآخر باطل ، لأن القرآن جاء على نحو الاعجاز والبلاغة ، وقد عرفه مشركوا قريش حتى قالوا عنه : ( سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ )
.
ولأجل هذا نرى إمكان تصور الكذب على
رسول الله وعدم إمكان ذلك في القرآن ، لقوله صلىاللهعليهوآله
: ( من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار )
أو : ( ستكثر القالة عليّ ) ، أما إمكان تصوّر ذلك في القرآن فمحال ، لقوله تعالى : ( فَأْتُوا بِسُورَةٍ
مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن
__________________